responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 130

لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‌، و أردف هذا الكلام بقوله: هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَإِذا قَضى‌ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌، إشارة إلى الحياة العقلية النورية، و مقابلها و هو موت الجهل كما في قوله: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ‌ الآية، إشارة إلى أن مبدأ هذه الحياة من عالم الأمر الذي وجوده بكلمة اللّه التامة الوجودية، و لا يتعلق وجوده بشي‌ء آخر كبدن أو مادة أو طبيعة أو غيرها.

و قال تعالى إشارة إلى مبادي تكون الإنسان و نفسه: إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ‌، و هذه التسوية فعل وقع من جانب اللّه في محل قابل لفيضان الروح بعد تردده في أطوار الخلقة بالتسوية و التعديل، و كما أن القابل للصورة النارية لا يمكن أن يكون جسما يابسا محضا كالتراب و الحجر و لا رطبا محضا كالماء و الشجر الرطب، بل لا بد لقبولها من مادة دخانية تحدث من نبات يابس لطيف فتشبث به النار و تشتعل فيه، كذلك الطين، بعد أن أنشأه اللّه خلقا بعد خلق في أطوار متعاقبة يصير نباتا، فيأكله الآدمي فيصير دما، فينزع القوة المميزة المركوزة في كل حيوان من الدم صفوه الذي هو أقرب إلى الاعتدال و أبعد من الكثرة و التضاد، فيصير نطفة يقبلها الرحم و يمتزج بها مني المرأة فيزداد اعتدالا، ثم ينضجها الرحم بحرارته فيزداد تناسبا حتى ينتهي في الصفا، و استوى نسبة الأجزاء إلى غاية يستعد لقبول النفس و إمساكها، كما يستعد الفتيلة الممتزجة بالدهن لقبول النارية و إمساكها، ثم هذه النفس الآدمية كأنها نطفة روحانية وقعت من صلب القضاء في مشيمة البدن و رحم الدنيا، يحتاج إلى تصفية و تعديل الأخلاق و الملكات النفسانية، بأدهان المعارف و لبوب الأغذية العلمية، لتصير مادة لفيضان الروح الإلهي المنفوخ بإذن اللّه في قالب العقل الهيولاني بعد تطوره بالأطوار الملكية، و التسوية عبارة عن هذه الأفعال المرددة لمادة خلقة الإنسان في الأطوار السالكة بها إلى صفة الاستواء صورة و معنى.

فالتسوية تسويتان، بإحداهما يحصل الإنسان البشري لأجل فيضان‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست