responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 129

النارية حصل في الإنسان أثرا من الشيطنة، و على هذا المعنى دل بقوله:

خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ، فنبه على أن الإنسان فيه من القوة الشيطانية بقدر ما في الفخار من أثر النار، و أن الشيطان ذاته من المارج الذي لا استقرار له، ثم نبه على تكميل الإنسان بنفخ الروح فيه، بقوله: إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي‌، ثم نبه على تكميل نفسه بالعلوم و المعارف بقوله: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها، و ليس المراد منها صور الألفاظ، بل المعاني و المفهومات، ثم ذكر مادة خلقة الإنسان و تقلبها في الأطوار و تدرجها من حالة إلى حالة و من خلق إلى خلق، فقال: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‌.

فإن قيل لم قال‌ فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً و لم يقل فخلقنا العظام لحما كما في السوابق.

قلنا لأن النطفة انتهت إلى صورة العظم التي هي صورة نوعية جوهرية كغيرها من الأعضاء البسيطة، و ليس من شأنها الاستحالة إلى شي‌ء آخر إلا بعد فساد صورتها، و هي باقية الصورة في بدن الإنسان، و ليس اللحم متكونا من النطفة كالعظم و الرباط و العصب و غيرها، بل أنشأ اللّه اللحم من الغذاء لا من النطفة، و أجراها مجرى الكسوة التي تحصل لا من مادة البدن، و لذلك إذا قطع من الإنسان أو الحيوان اللحم عاد، و لم يكن كالعظم الذي لا يعود بعد قطعه، و كذلك العصب و غيره، و قال أيضا: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ‌، «فهذا هو الأشد الصوري و البلوغ الحيواني» ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ‌ «بأسباب قدرية مانعة عن الوصول إلى حد الشيخوخية»، و الغاية في هذا المقدار من العمر الوصول إلى الأشد المعنوي و البلوغ العقلي، فإن هذا الكمال أعني صيرورة النفس عقلا بالفعل بعد ما كانت عقلا بالقوة ينشأ غالبا في حدود الأربعين و ما بعدها كما قال: وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَ

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست