responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 126

تعلمت من كل شي‌ء أحسن ما فيه، حتى من الكلب حمايته على أهله، و من الغراب بكوره في حاجته، و لا يبعد أن يكون قوله تعالى: وَ أَوْحى‌ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ‌ الآية تنبيها للإنسان على التعلم و الاقتداء بالنحل في مراعاته لوحي اللّه تعالى، فكما أنها لا يتخطى وحي اللّه في مجرى المصالح طبعا، كذا يجب على الإنسان أن لا يتخطى وحي اللّه اختيارا.

(5) قاعدة في خلقة الإنسان و أنه الثمرة العليا و اللباب الأصفى و الغاية القصوى من وجود سائر الأكوان‌

، و الكلام هاهنا في مادة وجوده، و سيجي‌ء الكلام في صورة وجوده.

اعلم أن الطبيعة ما لم توف بالمادة جميع درجات النوع الأخس لم يتجاوز بها إلى النوع الأشرف، و قد حقق بالبرهان أن الموجود الأشرف يجب أن يندرج فيه جميع المعاني المتحققة في الموجود الأخس على وجه أعلى و ألطف، و قد أشرنا آنفا إلى أن العناصر إذا امتزج بعضها ببعض و خرجت بسبب اعتدال كيفياتها عن صرافة تضادها و تعصيها عن قبول الفيض الإلهي تصير قابلة لأثر من آثار الحياة، فأول ما قبلته من إفاضة اللّه هي صورة حافظة لتركيبها مبقية لوجودها بإذن اللّه تعالى، ثم إذا حصل لها امتزاج أتم و اعتدال أفضل و أقرب إلى الوحدة الجامعة، قبلت أثرا آخر من آثار الحياة أشرف، و هي النفس النباتية التي شأنها التغذية و التنمية و التوليد للمثل، و إذا امتزجت امتزاجا أكثر اعتدالا و أرفع قدما من التسفل و التضاد و التفرقة، و أقرب مقاما إلى عالم الصفاء و النور، تهيأت لقبول أصل الحياة بعد أن يستوفي درجات الجماد و النبات بفيضان النفس الحيوانية الحساسة المتحركة بالإرادة، و إذا لطفت المادة العنصرية جدا حتى تشبه الجرم الفلكي صار محل استواء الروح النطقي الإضافي الذي من اللّه مشرقه و إلى اللّه مغربه، ففي الإنسان شي‌ء كالفلك و شي‌ء كالملك، و بهما جميعا يصلح عمارة الدارين و يستحق خلافة اللّه أولا في العالم الأسفل‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست