و اعلم أن هذا المنهاج العلمي و الإيمان الحقيقي في غاية الندرة و
الشذوذ و لا يوجد منهم في كل عصر إلا عدد قليل كواحد أو اثنين كما قيل:
«جلجناب الحق من أن يكون شريعة لكل وارد أو يطلع
عليه إلا واحد بعد واحد ...»
و
ذلك لأن علم التوحيد و الإيمان الحقيقي نور يقذفه اللّه في قلب من يشاء من عباده،
ليس تحصيله بمجرد إقرار بالشهادة و لا ببحث و تكرار، أو تلفيق أدلة كلامية، كما هو
شأن أكثر المنتسبين إلى العلم المشهورين بالإفادة و التدريس، و أكثر أهل الإسلام
ظاهرا هم أهل الكفر و الإشراك باطنا، كما قال تعالى: «وَما
أَكْثَرُ النَّاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ»و قوله: «وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ
إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ»و قوله: «ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ...»و المراد: يا أيها الذين آمنوا ظاهرا و
لفظا، آمنوا ضميرا و علما، و قوله:
«قالَتِالْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ
تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي
قُلُوبِكُمْ»و قوله: «يَعْرِفُونَنِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَ أَكْثَرُهُمُ
الْكافِرُونَ».
و مما يدل على أن المؤمنين بالحقيقة هم الراسخون في العلم الكاملون
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 11