نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 100
الكل و الصعقة الكلية. قوله: «وَمِنْ
آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ»لأن قوامها بمباديها العقلية و صورها القضائية الإلهية كما ذهب إليه
أفلاطون و من قبله، ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض بانقطاع الآجال و انقضاء الأحوال و
نفاد القوى الجسمانية، إذ أنتم تخرجون من المحابس الكونية و المقابر الطبيعية إلى
فضاء الآخرة و أرض المحشر. و قوله تأكيدا لما سبق و تقريرا:
«وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُ»في سلسلة البدو
و الرجوع، «وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ»لأن الرجوع إلى الفطرة الأصلية أنسب من الخروج
عنها. و قوله في لقمان:
«وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ، كُلٌّ
يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى»كما
في سورة الملائكة تأكيدا و تقريرا
«وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ، كُلٌّ
يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى»أي مقدر معلوم
عند اللّه، و لغاية محدودة. و النكتة في أن قال في لقمانإِلى أَجَلٍ مُسَمًّىو
في الملائكةلِأَجَلٍ
مُسَمًّى،أن الغاية كما
حقق في مباحث العلة و المعلول لها اعتباران: اعتبار أنها ما ينتهي إليه الفعل، و
اعتبار أنها ما لأجله الفعل، فبالاعتبار الأول يقع التعدي بإلى، و بالاعتبار
الثاني يقع باللام، و ذلك لأن القوى العمالة في تلك الأجرام العالية قوى جسمانية
متناهية الوجود و التأثير، فلا بد من وقوفها و اندراسها و انتهائها إلى غاية عقلية
يتصل بها و ينقلب إليها.
و بيان ذلك بوجه آخر عقلي، أن محرك الأفلاك و مجرى الكواكب فاعل حكيم
و قادر عليم هو أرفع من الطبيعة، مختار في صنعه و قدرته، و كل فاعل كذلك لا بد أن
يكون لفعله غرض عقلي و فائدة حكمية تترتب عليه و الغرض إن لم يحصل وقتا من الأوقات
و لم يكن مما ينتهي إليه الفعل فلم يكن غرضا صحيحا، و محرك هذه الأجرام العالية
يمتنع أن يكون تحريكه إياها عبثا و جزافا، كما قال: «وَما
خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ»فإذن لا بد أن يكون خلق الأفلاك و تحريكها إلى
غرض واجب البلوغ إليه، و إذا بلغ الفاعل بفعله غرضه فسبيله لا محالة أن يمسك عن
فعله، فمحرك الأفلاك و مجرى الكواكب سبيله أن يمسك عن تحريكها و إدارتها و يقطع
الفعل و العمل، فإذا أمسك عن فعله و عمله وقفت الأفلاك عن الدوران و
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 100