على سبق العلم الحسّيّ
5؛ و إلّا فالصّورة العلميّة سواء كانت حسيّة أو خياليّة أو غير هما، لا تأبى
بالنظر إلى نفسها أن تصدق على كثيرين 6.
فروع
الأوّل: ظهر 7 ممّا تقدّم 8 أن اتّصال أدوات الحسّ بالمادّة الخارجيّة، و
ما في ذلك من الفعل و الانفعال المادّييّن، لحصول الاستعداد للنفس لإدراك صورة
المعلوم، جزئيّة أو كلّيّة؛ و يظهر منه أنّ قولهم: «إنّ التعقّل إنّما هو بتقشير
المعلوم عن
- أي: من طريق ارتباط
أدوات الحسّ، كما صرّح قدّس سرّه بذلك في الفصل الثالث من المرحلة الخامسة. و
الوجه في صيرورتها جزئيّة بذلك، أنّ الاتّصال بالخارج كنفس الخارج أمر شخصيّ؛ و
الصورة الذهنيّة إذا اخذت مع ذلك الاتّصال لم يقبل الانطباق على غير ذلك المعلوم
الخارجيّ؛ إذ الاتّصال بذلك الخارج لا يمكن أن ينطبق على الاتّصال بخارج آخر.
5- قوله قدّس سرّه: «و
توقّف العلم الخياليّ على سبق العلم الحسّيّ»
لا يخفى عليك: أنّ جزئيّة
العلم الخياليّ إنّما هو من جهة اتّصاله بالمعلوم الخارجيّ بواسطة الحسّ، كما صرّح
قدّس سرّه بذلك في الفصل الثالث من المرحلة الخامسة. و أمّا توقّف العلم الخياليّ
على سبق العلم الحسيّ، فلا يوجب الجزئيّة، و إلّا لكان العلم العقليّ أيضا جزئيّا
لتوقّفه على التخيّل، كما سيصرّح قدّس سرّه بذلك بقوله: «للدلالة على اشتراط إدراك
أزيد من فرد واحد»، و الخيال متوقّف على الحسّ، فالتوقّف على العلم الحسيّ لو أوجب
جزئيّة العلم الخياليّ لأوجب جزئيّة العلم العقليّ أيضا.
6- قوله قدّس سرّه: «لا
تأبى بالنظر إلى نفسها أن تصدق على كثيرين»
مرّ أيضا في آخر الفصل
الثالث من المرحلة الخامسة.
7- قوله قدّس سرّه: «ظهر
ممّا تقدّم»
من تجرّد الصورة العلميّة،
و عدم كونها منتزعة عن المعلوم الخارجيّ.