الحدوث الذاتيّ: كون
وجود الشيء مسبوقا بالعدم المتقرّر في مرتبة ذاته. و القدم الذاتيّ خلافه.
قالوا: إنّ كلّ ذي
ماهيّة فإنّه حادث ذاتا. 1
و احتجّوا عليه بأنّ كلّ
ممكن فإنّه يستحقّ العدم لذاته، و يستحقّ الوجود من غيره، و ما بالذات أقدم ممّا
بالغير، فهو مسبوق الوجود بالعدم لذاته.
و اعترض عليه بأنّ
الممكن، لو اقتضى لذاته العدم، كان ممتنعا؛ بل هو لإمكانه، لا يصدق عليه في ذاته
أنّه موجود، و لا أنّه معدوم؛ فكما يستحقّ الوجود عن علّة خارجة، كذلك يستحقّ
العدم عن علّة خارجة؛ فليس شيء من الوجود و العدم، أقدم بالنسبة إليه من غيره؛
فليس وجوده عن غيره مسبوقا بعدمه لذاته.
و اجيب عنه بأنّ المراد
به عدم استحقاق الوجود بذاته، سلبا تحصيليّا 2، لا بنحو
لعلّ وجه نسبته إليهم
التلويح إلى ضعفه، من جهة أنّه مبنيّ على كون الماهيّة، أو الممكن بالإمكان الخاصّ،
الّذي ليس هو إلّا الماهيّة، موضوعا للأحكام، و هو ممنوع على ما رآه من أصالة
الوجود و اعتباريّة الماهيّة. فكان عليهم أن يجعلوا الكلام في الوجود الممكن
بالإمكان الفقريّ.
2- قوله قدّس سرّه:
«اجيب عنه بأنّ المراد به عدم استحقاق الوجود بذاته سلبا تحصيليّا»
فيكون معدوما، لا بمعنى
أنّ العدم مقتضى ذاته، بل بمعنى أنّه لمّا لم تكن ذاته لتقتضي