لا مناص عنه بالنظر إلى
براهين المسألة، فتبصّر.» انتهى.
و إنّما نقلنا ذيله تحقيقا
لما وعده سابقا في الفصل الثامن بقوله قدّس سرّه: «و من الجائز أن يكون سبب البطء
هو تركّب الحركة، و سنشير إلى ذلك في ما سيأتي إن شاء اللّه تعالى.» انتهى.
و لا يخفى: أنّ عبارة
الكتاب قاصرة عن إفادة المراد، و هو كون اختلاف السرعة و البطء اختلافا تشكيكيّا.
و لكن بما حكيناه عن تعليقته على الأسفار ينجلي مراده قدّس سرّه و يزول الإبهام.
هذا.
و لكن بعد ذلك كلّه يبدو
أنّ السرعة و البطء الإضافيّين متقابلان تقابل التضايف؛ إذ هما أمران وجوديّان لا
يجتمعان في محلّ واحد في زمان واحد من جهة واحدة، و لا يعقل أحدهما- كما لا يوجد-
بدون الآخر.
نعم هما بلحاظ وجودهما لا
يكونان إلّا مشكّكين؛ إذ الاختلاف بين وجود و وجود آخر لا يكون إلّا بالتشكيك.
غاية الأمر أنّه قد يكون التشكيك بالشدّة و الضعف، و قد يكون بغيرهما.
قوله قدّس سرّه: «فهما
وصفان إضافيّان غير متقابلين»
يبدو أن لا منافاة بين
كونهما إضافيّين و كونهما متقابلين، فإنّ المتضائفين متقابلان مع أنّهما إضافيّان.
ألا ترى إلى العالي و السافل، فإنّه إذا فرضنا سلسلة من الأشياء بعضها فوق بعض كان
كلّ متوسّط عاليا بالنسبة إلى مادونه و سافلا بالنسبة إلى ما فوقه.
كما أنّه لا منافاة بين
كون السرعة و البطء مختلفين بالتشكيك و كونهما متضائفين. كما أنّ العلّة و المعلول
متضائفان و هما مختلفان اختلافا تشكيكيّا. و ذلك أنّ الاختلاف التشكيكيّ إنّما هو
اختلاف الذاتين اللذين هما معروضا الوصفين المتضائفين، و التضايف هو اختلاف نفس
الوصفين.
5- قوله قدّس سرّه:
«الكبر و الصغر»
هذا ينافي ما مرّ منه قدّس
سرّه في البحث الرابع من مباحث الفصل السادس عشر من المرحلة السادسة من أنّ العظيم
و الصغير متضائفان.