السرعة و البطء نعرفهما
بمقايسة بعض الحركات إلى بعض؛ فإذا فرضنا حركتين سريعة و بطيئة في مسافة، فإن
فرضنا اتّحاد المسافة، اختلفتا في الزمان، و كان زمان السريعة أقلّ، و زمان
البطيئة أكثر؛ و إن فرضنا اتّحاد الزمان، كانت المسافة المقطوعة للسريعة أكثر، و
مسافة البطيئة أقلّ. 2
و هما من المعاني
الإضافيّة التي تتحقّق بالإضافة؛ فإنّ البطيئة تعود سريعة إذا قيست إلى ما هو أبطأ
منها 3، و السريعة تصير بطيئة إذا قيست إلى ما هو أسرع منها.
1- قوله قدّس سرّه: «في
السرعة و البطء»
و كيفيّة اختلافهما أ هو
من التقابل أم لا؟ و على الأوّل هل هو من التضادّ أو التضايف؟
ثمّ لا يخفى: أنّ العنوان
الّذي في النسخ هو: «في معنى السرعة و البطء»، و الأولى ما أثبتناه.
2- قوله قدّس سرّه:
«مسافة البطيئة أقلّ»
و زاد في بداية الحكمة
قوله قدّس سرّه: «فالسرعة قطع مسافة كثيرة في زمان قليل، و البطء خلافه.» انتهى.
و يبدو أنّ الصحيح- و هو
اللازم من التفصيل الّذي ذكره في تفسيرهما- أن يقال: إنّ السرعة هي قطع مسافة
كثيرة في زمان، و البطء قطع مسافة قليلة في نفس ذلك المقدار من الزمان.