كما تقدّم 24 في مرحلة
الجواهر و الأعراض، ننتزع من كلّ حدّ من حدودها مفهوما مغايرا لما ينتزع من حدّ
آخر، نسمّيها ماهيّة نوعيّة 25، تغاير سائر الماهيّات في آثارها.
و الحركة على الإطلاق و
إن كانت لا تخلو من شائبة التشكيك 26- لما أنّها خروج من القوّة إلى الفعل، و سلوك
من النقص إلى الكمال- لكن في الجوهر مع ذلك حركة اشتداديّة أخرى، هي حركة المادّة
الاولى إلى الطبيعة، ثمّ النبات، ثمّ الحيوان، ثمّ
و إن كانت وحدة مبهمة
تناسب إبهام ذات المادّة التي هي قوّة محضة. و قولنا: إنّ صورة مّا واحدة بالعموم
شريكة العلّة للمادّة، إنّما هو باعتبار ما يطرء عليها من الكثرة بالانقسام.»
انتهى.
24- قوله قدّس سرّه:
«كما تقدّم»
في الفصل السادس من المرحلة
السادسة.
25- قوله قدّس سرّه:
«نسمّيها ماهيّة نوعيّة»
الضمير يرجع إلى «مفهوما»
و أنّث باعتبار الماهيّة التي هي في حكم الخبر له.
26- قوله قدّس سرّه: «لا
تخلو من شائبة التشكيك»
أي: خليط التشكيك. و ليس
مراده من شائبة التشكيك أنّ التشكيك فيها مشكوك، كما قد يتوهّم من التعبير
بالشائبة.
و المراد بالتشكيك هنا
الاشتداد- كما لا يخفى، و كما ينادي بذلك قوله قدّس سرّه: «لكن في الجوهر مع ذلك
حركة اشتداديّة أخرى»- لا التشكيك المصطلح المتقوّم بالكثرة.
ثمّ لا يخفى: أنّه ينبغي
أن يسمّى هذا الاشتداد اشتدادا بالمعنى الأعمّ و الاشتداد الّذي في الحركة
الاشتداديّة- مقابل الحركة المتشابهة- اشتدادا بالمعنى الأخصّ.
فالاشتداد بالمعنى الأعمّ
هو ما يحصل بملاحظة القوّة و الفعل، حيث إنّ الحركة خروج من القوّة إلى الفعل، و
لا ريب أنّ الفعل أشدّ من القوّة، و الاشتداد بالمعنى الأخصّ هو ما يحصل بعد
ملاحظة الفعل السابق و قياسه إلى الفعل اللاحق الّذي يتبدّل هو إليه، حيث إنّه إن
كان الفعل اللاحق أشدّ من الفعل السابق تسمّى هذه الحركة اشتدادا، و إلّا فلا.