و أمّا الإضافة و الجدة،
فإنّهما مقولتان نسبيّتان، كالوضع؛ و كونهما تابعين لأطرافهما في الحركة لا ينافي
وقوعها فيهما حقيقة 20، و الاتّصاف بالتبع غير الاتّصاف بالعرض. 21
و أمّا ما ذكروه في
الجوهر، فانتفاء الموضوع في الحركة الجوهريّة ممنوع 22، بل الموضوع هو المادّة،
على ما تقدّم بيانه 23، و سيجيء توضيحه إن شاء اللّه. 24
19- قوله قدّس سرّه:
«على ما سنبيّنه إن شاء اللّه»
في الفصل الآتي.
20- قوله قدّس سرّه: «و
كونهما تابعين لأطرافها في الحركة لا ينافي وقوعها فيهما حقيقة»
لا يخفى عليك: أنّ
المقولات النسبيّة هيئآت حاصلة لموضوع من نسبته إلى شيء آخر، فليس لها أطراف، و
إنّما الأطراف للنسبة التي تحصل هي منها.
21- قوله قدّس سرّه:
«الاتّصاف بالتبع غير الاتّصاف بالعرض»
و ذلك لأنّ الاتّصاف
بالتبع اتّصاف حقيقيّ، و الواسطة فيه واسطة في الثبوت، بخلاف الاتّصاف بالعرض،
فإنّه اتّصاف مجازيّ و بواسطة في العروض.
22- قوله قدّس سرّه:
«فانتفاء الموضوع في الحركة الجوهريّة ممنوع»
هذا، مضافا إلى ما سيأتي
منّا من أنّ الحركة بما هي حركة لا تحتاج إلى موضوع أصلا، و إنّما تحتاج إليه
الحركة العرضيّة لكونها عرضا و العرض يحتاج إلى موضوع. و سيأتي بيان ذلك في
تعليقتنا الرقم
[1] على الفصل التاسع من هذه المرحلة.