لا يخفى عليك: أنّ موضوع
الجدة هو المحاط، فليس النعل موضوعا للتنعّل، و إنّما هو القدم. فكان الأولى أن
يقول: تابع لتغيّر أحد طرفي النسبة سواء أ كان هو الموضوع أم غيره.
17- قوله قدّس سرّه: «من
غير موضوع ثابت باق ما دامت الحركة»
لا يخفى عليك: أنّ الثبات
من مقوّمات موضوع الحركة. قال قدّس سرّه في الفصل السادس من المرحلة العاشرة من
بداية الحكمة: «ففي كلّ حركة موضوع تنعته الحركة و تجري عليه.
و يجب أن يكون موضوع
الحركة أمرا ثابتا تجري و تتجدّد عليه الحركة، و إلّا كان ما بالقوّة غير ما يخرج
إلى الفعل، فلم تتحقّق الحركة التي هي خروج الشيء من القوّة إلى الفعل تدريجا.»
انتهى.
18- قوله قدّس سرّه:
«فبجواز وقوع الحركة في الحركة»
لا يخفى: أنّه جواب عن
الوجه الثاني من وجهي امتناع الحركة في الفعل و الانفعال.
و يمكن الجواب عن الأوّل
بأنّ انتزاع المقولة من حدود الحركة الآنيّة إنّما هو فيما لم تكن المقولة ذاتها
متقوّمة بالتدرّج، و أمّا فيما إذا كانت كالفعل و الانفعال متقوّمة بالتدرّج
فتنتزع من أجزاء الحركة التي هي تدريجيّة.
و بعبارة أخرى: إنّما
اضطررنا إلى الالتزام بانتزاع المقولة من حدود الحركة الآنيّة في سائر المقولات
لعدم قبولها التدرّج و التشكيك. و أمّا ما يقبل منها ذلك كالفعل و الانفعال فأمر
تصوّر الحركة فيه أسهل بعد انتزاعه من الأمر المتدرّج.