و قد اعترض عليه 6 أنّ
النموّ إنّما يتحقّق بانضمام أجزاء من خارج إلى أجزاء الجسم؛ فالحجم الكبير اللاحق
كمّ عارض لمجموع الأجزاء الأصليّة و المنضمّة، و الحجم الصغير السابق هو الكمّ
العارض لنفس الأجزاء الأصليّة، و الكمّان متباينان غير متّصلين، لتباين موضوعيهما؛
فالنموّ زوال لكمّ و حدوث لكمّ آخر، لا حركة. 7
و أجيب عنه بأنّ انضمام
الضمائم لا شكّ فيه، لكنّ الطبيعة تبدّل الأجزاء المنضمّة إلى صورة الأجزاء
الأصليّة، و تزيد به كمّيّة الأجزاء الأصليّة 8، زيادة متّصلة،
6- قوله قدّس سرّه: «قد
اعترض عليه»
أي: قد اعترض على كون
النموّ حركة في الكمّ. و المعترض هو الشيخ الإشراقيّ.
قال الحكيم السبزواريّ
قدّس سرّه: « (فالكمّ ما فيه) أي: ما يقع فيه الحركة (بلا تخالف) (لدى تخلخل)
حقيقيّ (و في تكاثف) حقيقيّ. ففي كلّ آن يرد على المادّة فرد من المقدار على
التدريج، لم يكن في آن قبله و آن بعده. و عدم الخلاف مقيّد بالتخلخل و التكاثف،
فإنّ صاحب المطارحات أنكر الحركة الكمّيّة في النموّ و الذبول.» انتهى ما أردناه.
و ذكر في هامشه وجه ذلك
الإنكار، و هو أنّ موضوع الحركة لا بدّ أن يكون باقيا بعينه من المبدء إلى
المنتهى، و ليس كذلك في النموّ و الذبول لتحلّل الأجزاء و انضمام أجزاء من الخارج.
و قد ظهر بذلك أنّ الشيخ
الإشراقيّ ينكر الحركة الكمّيّة في الذبول أيضا كالنموّ. و أنّه لا ينكر الحركة
الكمّيّة بإطلاقها. و أنّ الحركة الكمّيّة في التخلخل و التكاثف متّفق عليها. كما
اتّضح أنّ ما أورده الشيخ الإشراقيّ لا يجري في الحركة الكمّيّة الاولى التي تثبت
بتبع الحركة الجوهريّة.
7- قوله قدّس سرّه:
«فالنموّ زوال لكمّ و حدوث كمّ آخر، لا حركة»
و من هنا يعلم أنّ تفسير
الحركة بالزوال و الحدوث المستمرّين، كما عن بعضهم، لا يخلو عن مسامحة.
8- قوله قدّس سرّه:
«تزيد به كمّيّة الأجزاء الأصليّة»
الأولى أن يقال: إنّ
شيئيّة الشيء بصورته، و الكمّ كسائر الأعراض من آثار الصورة و عوارضها، و الصورة
واحدة في كلّ موجود، فالكمّ الكبير اللاحق يكون عارضا للصورة