هذا كلّه في الجواهر
النوعيّة. و الكلام في الأعراض نظير ما تقدّم في الجواهر، و سيجيء تفصيل الكلام
فيها. 24
فقد تبيّن ممّا تقدّم:
أنّ قوّة الشيء هي ثبوت مّا له لا يترتّب عليه بحسبه جميع آثار وجوده الفعليّ. و
أنّ الوجود ينقسم إلى ما بالفعل و ما بالقوّة. و أنّه ينقسم إلى ثابت و سيّال. 25
و تبيّن: أنّ ما لوجوده
قوّة فوجوده سيّال تدريجيّ، و هناك حركة. و أنّ ما ليس
23- قوله قدّس سرّه:
«المختلفات هي حدود الحركة و صور المادّة»
الّتي لا تتحقّق إلّا في
اعتبار الذهن و تقسيمه الحركة- قسمة وهميّة- إلى أجزاء. و ذلك لأنّ الحركة وجود
واحد سيّال، لا أجزاء لها بالفعل. و الصورة الجوهريّة التي تكون متحرّكة- بل حركة-
أيضا كذلك. و سيأتي في الفصل الثامن قوله قدّس سرّه: «إنّ الصور الجوهريّة
المتبدّلة، المتواردة على المادّة واحدة بعد واحدة، في الحقيقة صورة جوهريّة
سيّالة تجري على المادّة ...» انتهى.
24- قوله قدّس سرّه:
«سيجيء تفصيل الكلام فيها»
في الفصلين السابع و
الثامن من هذه المرحلة.
25- قوله قدّس سرّه:
«أنّه ينقسم إلى ثابت و سيّال»
لا يخفى عليك: أنّ الّذي
ظهر ثبوته من مطاوي هذا الفصل إنّما هو الوجود السيّال.
و بالالتفات إلى ما مرّ في
الكتاب من وجود الواجب و العقل، يتبيّن أنّ الوجود ينقسم إلى ثابت و سيّال.
اللّهمّ إلّا أن يريد
بالثابت وجود المادّة، حيث إنّها محفوظة بعينها في الحركة، و لذا عدّها موضوعا
للحركة، كما سيأتي تفصيله في الفصل التاسع من هذه المرحلة.
و لا يخفى عليك ما فيه،
فإنّ المادّة لمّا لم تكن لها فعليّة أصلا، كانت في الوحدة و التعدّد و الثبات و
السيلان و سائر ما يعتريها من الفعليّات تابعة للصورة. و سيقرع سمعك ما هو الحقّ
من أنّ الحركة الجوهريّة لا تحتاج إلى موضوع، كما ذهب إليه المصنّف قدّس سرّه في
بداية الحكمة.