قد عرفت 1 أنّ الأنواع
التي لها كمال بالقوّة 2 لا تخلو في جوهر ذاتها من جوهر 3 يقبل فعليّة كمالاتها
الاولى و الثانية، من الصور و الأعراض. 4 فإن كانت حيثيّته حيثيّة القوّة من جهة و
حيثيّة الفعليّة من جهة- كالجسم، الّذي هو بالفعل من جهة جسميّته، و بالقوّة من
جهة الصور و الأعراض اللاحقة لجسميّته- سمّي مادّة ثانية. و
1- قوله قدّس سرّه: «قد
عرفت»
في الفصل الخامس من
المرحلة السادسة.
2- قوله قدّس سرّه:
«الأنواع التي لها كمال بالقوّة»
و هي أنواع الأجسام؛ فإنّ الجسم
هو الّذي يتركّب في جوهر ذاته من القوّة و الفعل، و تسمّى حيثيّة القوّة مادّة و
حيثيّة الفعل صورة.
3- قوله قدّس سرّه: «لا
تخلو في جوهر ذاتها من جوهر»
لفظة «جوهر» الاولى اريد
منها معناها اللغويّ، و هي حقيقة الشيء، فجوهر الذات هو حقيقة الذات و صميمها. و
أمّا الثانية فالمراد بها معناها المصطلح في الفلسفة. كما لا يخفى.
4- قوله قدّس سرّه: «من
الصور و الأعراض»
بيان للكمالات الاولى و
الثانية على طريق اللفّ و النشر المرتّبين، فإنّ الصور هي الكمالات الاولى، و
الأعراض هي الكمالات الثانية.