عن هيأة و إرادة انتقال
إلى هيأة أخرى، و إمّا حرص من القوى المحرّكة و المحسّة على أن يتجدّد لها فعل
تحريك أو إحساس. و العادة لذيذة، و الانتقال عن المملول لذيذ، و الحرص على الفعل
الجديد لذيذ، أعني بحسب القوّة الحيوانيّة و التخيّليّة. و اللذّة هي الخير
الحسّيّ و التخيّليّ و الحيوانيّ بالحقيقة 21، و هي المظنونة خيرا بحسب الخير
النفسانيّة- كالعادة، و
الضجر، و الحرص- إلّا أنّ كلام الشيخ له مساس قويّ بما ذكره من الجواب الثاني عن
توهّم انتفاء الغاية في الجزاف و القصد الضروريّ و العادة، حيث قال قدّس سرّه:
«و إن شئت فقل: إنّ فيها
مبدءا فكريّا ظنّيّا ...» انتهى، بل هو تفصيل لذلك الجواب.
قوله قدّس سرّه: «قال
الشيخ في الشفاء»
هذا كلامه في الفصل الخامس
من المقالة السادسة من إلهيّات الشفاء ص 288، ط. مصر و ص 452، ط. الحجري.
و يناسب ذيله- الّذي هو في
الحقيقة بيان للجواب الثاني الّذى مرّ من المصنّف في الصحيفة السابقة عن إشكال عدم
وجود الغاية في الجزاف و القصد الضروريّ و العادة- ما جاء في الفصل الثالث من
المقالة التاسعة من إلهيّات الشفاء، حيث قال ص 395، ط. مصر: «إنّ كلّ قصد فله
مقصود، و العقليّ منه هو الّذي يكون وجود المقصود عن القاصد أولى بالقاصد من لا
وجوده عنه، و إلّا فهو هدر. و الشيء الّذى هو أولى بالشيء فإنّه يفيد كمالا مّا؛
إن كان بالحقيقة فحقيقيّا، و إن كان بالظن فظنّيّا، مثل استحقاق المدح و ظهور
القدرة و بقاء الذكر، فهذه و ما أشبهها كمالات ظنّيّة. أو الربح، أو السلامة، أو
رضا اللّه تعالى و تقدّس و حسن معاد الآخرة، و هذه و ما أشبهها كمالات حقيقيّة لا
تتمّ بالقاصد وحده.
فإذن، كلّ قصد ليس عبثا
فإنّه يفيد كمالا مّا لقاصده لو لم يقصده لم يكن ذلك الكمال.
و العبث أيضا يشبه أن يكون
كذلك، فإنّ فيه لذّة أو راحة أو غير ذلك أو شيئا ممّا علمت أو سائر ما تبيّن لك.»
انتهى.
21- قوله قدّس سرّه:
«اللذّة هي الخير الحسّيّ و التخيّليّ و الحيوانيّ بالحقيقة»
هذا هو الصحيح، بخلاف ما
في النسخ من قوله قدّس سرّه: «و اللذّة هي الخير الحسّيّ و الحيوانيّ و التخيّليّ
بالحقيقة»