responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 719

و بالجملة، فعلمه تعالى في ذاته بنظام الخير غاية لفاعليّته التي هي عين الذات. بل الإمعان في البحث يعطي أنّه تعالى غاية الغايات؛ فقد عرفت أنّ وجود كلّ معلول بما أنّه معلول، رابط بالنسبة إلى علّته 77 لا يستقلّ دونها؛ و من المعلوم أنّ التوقّف لا يتمّ معناه 78 دون أن يتعلّق بمتوقّف عليه لنفسه، و إلّا لتسلسل. و كذا الطلب و القصد و الإرادة و التوجّه و أمثالها 79 لا تتحقّق بمعناها إلّا بالانتهاء إلى مطلوب لنفسه، و


77- قوله قدّس سرّه: «فقد عرفت أنّ وجود كلّ معلول بما أنّه معلول، رابط بالنسبة إلى علّته»

يعني: أنّك كما عرفت في العلل الفاعليّة أنّ المعلول، و هو الوجود القائم بغيره، لا يتمّ إلّا بالانتهاء إلى فاعل قائم بنفسه، و إلّا لزم التسلسل في العلل الفاعليّة، كذلك في العلل الغائيّة، المعلول و هو الوجود المطلوب لغيره- لما ثبت آنفا أنّ الفعل و هو المعلول إنّما يكون مطلوبا لأجل الغاية التي هي ذات الفاعل، و أنّ الغاية هو المطلوب بالذات- لا يتمّ إلّا بالانتهاء إلى ما يكون مطلوبا لنفسه، و هو الّذي لا يكون فعلا لغيره، و إلّا لزم التسلسل. و بهذا يثبت أنّه تعالى غاية الغايات، كما أنّه علّة العلل و مبدء المبادئ.

قوله قدّس سرّه: «فقد عرفت»

الفاء للسببيّة، أي فإنّك قد عرفت.

78- قوله قدّس سرّه: «أنّ التوقّف لا يتمّ معناه»

أي: لا يتحقّق حقيقته، فالمعنى بمعنى الواقع و الحقيقة.

79- قوله قدّس سرّه: «كذا الطلب و القصد و الإرادة و التوجّه و أمثالها»

فإنّ المعلول مقصود بالتبع و العلّة الغائيّة، التي هي ذات الفاعل بما هي فاعلة، مقصودة بالذات، فإذا كانت ذات الفاعل في نفسها معلولة فهي أيضا مقصودة بالتبع- و إن كانت بالنسبة إلى معلولها مقصودة بالذات- و فاعلها مقصودة بالذات، و هكذا، حتّى ينتهى إلى فاعل ليس في ذاته معلولا لشي‌ء و يكون مقصودا بالذات على الإطلاق، و هو الواجب تعالى؛ و لولاه لزم التسلسل، أو لم يتحقّق قصد و إرادة أصلا. فلفعلنا مثلا غاية هي ذاتنا الفاعلة له، و لذاتنا الفاعلة أيضا غاية هي ذات فاعلنا، و هكذا؛ فوجود فعلنا لأجل ذاتنا، و وجود ذاتنا لأجل‌

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 719
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست