المتضائفان كما تحصّل من
التقسيم: أمران وجوديّان لا يعقل أحد هما إلّا مع تعقّل الآخر. فهما على نسبة
متكرّرة 1، لا يعقل أحد هما إلّا مع تعقّل الآخر المعقول به. 2 و لذلك 3 يمتنع
اجتماعهما في شيء من جهة واحدة، لاستحالة دوران النسبة بين الشيء و نفسه.
1- قوله قدّس سرّه:
«فهما على نسبة متكرّرة»
قد مرّ في بعض تعاليقنا
على الفصل السادس عشر من المرحلة السادسة أنّ الإضافة هيأة حاصلة للشيء من نسبته
إلى شيء آخر له أيضا هيأة حاصلة من هذه النسبة. و على ذلك نقول: إنّ هاتين
الهيأتين إذا لو حظ كلّ منهما في حدّ نفسها فهي إضافة و مضاف حقيقيّ، و إذا لو
حظتا معا فهما متضائفان.
و من هنا قال شيخنا
المحقّق- دام ظلّه- في التعليقة: «قد سبق أنّ المضاف الحقيقيّ هو نفس الإضافة دون
الموضوع المتّصف به، فتقابل التضايف يكون في الواقع بين الإضافتين، مثل إضافة
الابوّة و إضافة البنوّة؛ و أمّا زيد الأب و عمرو الابن فليسا بمتضائفين حقيقة.»
انتهى.
2- قوله قدّس سرّه: «لا
يعقل أحد هما إلّا مع تعقّل الآخر المعقول به»
الباء للمصاحبة، أي
المعقول معه. كما يدلّ عليه ما مرّ آنفا من قوله قدّس سرّه: «لا يعقل أحد هما إلّا
مع تعقّل الآخر» انتهى.