سيأتي إن شاء اللّه 2
أنّ لكلّ حركة، بما لها من الوجود السيّال التدريجيّ 3، مقدارا
1- قوله قدّس سرّه: «هو
الهيأة الحاصلة للشيء من نسبته إلى الزمان»
و نسبة الشيء إلى الزمان،
أعمّ من كونه في نفس الزمان، أو في طرف الزمان. و لذا تنقسم الحوادث الزمانيّة إلى
تدريجيّة و دفعيّة، كما سيصرّح المصنفّ قدّس سرّه بذلك في هذا الفصل.
و لأجل ذلك عرّف صدر
المتألّهين قدّس سرّه في الأسفار ج 4، ص 219 المتى بقوله: و هو كون الشيء في زمان
واحد، أو في حدّ منه. و علّل ذلك بأنّ كثيرا من الأشياء يقع في طرف الزمان، و لا
يقع في الزمان، مع أنّه يسأل عنها بمتى، كالوصولات و المماسّات.
ثمّ لا يخفى عليك: أنّ
المراد بالزمان هو الزمان العامّ، كما سيتّضح ذلك من تصريحاتهم.
و هذا الزمان تكون للأشياء
المادّيّة نسبة حقيقيّة إليه. و أمّا زمان كلّ حركة بالنسبة إلى نفسها فهو موجود
بعين وجودها، فلا نسبة حقيقيّة بينه و بين تلك الحركة، إذ لا معنى لنسبة الشيء
إلى نفسه. و ما قد يعبّر من النسبة فإنّما هو باعتبار أنّ العقل في تحليلاته يعتبر
الزمان منفكّا عن الحركة.
2- قوله قدّس سرّه:
«سيأتي إن شاء اللّه»
في الفصل الحادي عشر من
المرحلة التاسعة.
3- قوله قدّس سرّه: «بما
لها من الوجود السيّال التدريجيّ»
ذكر هذه الجملة للإشارة
إلى البرهان الذي يستدلّ به على وجود الزمان.