الخارج من المركز مسامتا
للخطّ غير المتناهي المفروض 17، بعد ما كان موازيا له.
ففي الخطّ غير المتناهي
نقطة بالضرورة هي أوّل نقط المسامتة 18، لكن ذلك محال، إذ
الشكّ و الإنكار، على ما
في شرح اللئالي المنتظمة للحكيم السبزواري قدّس سرّه. و قال الخوارزمي في مفاتيح
العلوم في الفصل الأوّل من الباب الخامس من المقالة الثانية: «المصادرات: اصول
مسائل الهندسة و مبادئها، تذكر في أوّل الكتاب أو في أوّل كلّ باب.» انتهى. و
مصادرات اقليدس كتاب لإمام المشكّكين الرازي. فراجع لعلّك تجد أنّه ترجمة أو تلخيص
لكتاب الأسطقسّات الذي هو كتاب لاقليدس- بضمّ الهمزه و كسر الدال- في اصول الهندسة
و مبادئها، حرّره المحقّق العظيم نصير الدين الطوسي قدّس سرّه.
قال شيخنا العلّامة نجم
الدين الحسن زاده الآملي- دام ظلّه-: المقصود بلفظة المصادرة في هذا المقام نفس
المعنى الذي ذكره المنطقيّون عند تقسيم المبادئ. فاقليدس لمّا رأى وضوح هذا الأصل
لم يستدلّ عليه. و لذا سمّي مصادرة. لكن جاء بعده ابن ميثم و كتب رسالة و بيّنه
بالبرهان، ثمّ كتب الخيّام أيضا رسالة في إثباته. و أخيرا نهض المحقّق الطوسيّ
قدّس سرّه بكتابة رسالة بيّنه فيها ببيان برهانيّ موجز.
17- قوله قدّس سرّه:
«مسامتا للخطّ غير المتناهي المفروض»
أي: متوجّها إلى سمت الخطّ
غير المتناهي.
18- قوله قدّس سرّه:
«ففي الخطّ غير المتناهي نقطة بالضرورة هي أوّل نقط المسامتة»
قال قدّس سرّه في الأسفار
ج 4، ص 22 في وجهه: «لأنّ هذه الحركة حادثة، و لها ابتداء بمعنى الطرف.» انتهى.
و فيه: أنّ طرف الحركة لا
تكون إلّا نقطة على نفس الخطّ الخارج من مركز الكرة، فإنّ مبدء الحركة- كما سيأتي
في الفصل الخامس من المرحلة التاسعة- لا يكون إلّا خارجا عن الحركة، تقع الحركة
بينه و بين المنتهى.
فضرورة وجود المبدء للحركة
لا يستلزم ضرورة وجود نقطة هي أوّل نقط المسامتة. بل نقول: لمّا كانت المسامتة لا
تحصل إلّا بحركة الكرة فأوّل نقط المسامتة منوط بتحقّق أقلّ جزء من الحركة، و ليس
للحركة بما هي أمر ممتدّ جزء يصحّ أن يعدّ أقلّ جزء لها؛ إذ كلّ جزء