هو العدم المأخوذ في
حدّالذات ، بل عدم الوجود المأخوذ في حدّ الذات بأن يكون حدُّ الذّات ـ وهو
المرتبة ـ قيداً للوجود لا للعدم ، أي رفعُ المقيَّدِ دونَ الرفع المقيَّدِ.
ولذا قالوا : «إذا سُئلَ عن الماهيّة من
حيث هي بطرفَيِ النقيضين ، كان من الواجب أن يجاب بسلب الطرفين مع تقديم السلب على
الحيثيّة حتّى يفيد سلبُ المقيَّدِ دون السلب المقيَّدُ.
فإذا سُئلَ : هل الماهيّة من حيث هي
موجودة أو ليست بموجودة؟ فالجواب : ليست الماهيّة من حيث هي بموجودة ولا لا موجودة
، ليفيد أنّ شيئاً من الوجود والعدم غير مأخوذ في حدّ ذات الماهيّة» [١].
ونظيرُ الوجود والعدم في خروجهما عن
الماهيّة من حيث هي سائرُ المعاني المتقابلة التي في قوّة النقيضين ، حتّى ما
عدُّوه من لوازم الماهيّات ، فليست الماهيّة من حيث هي لا واحدةً ولا كثيرةً ولا
كليّةً ولا جزئيّةً ولا غير ذلك من المتقابلات ، وليست الأربعة من حيث هي زوجاً
ولا فرداً.
الفصل الثاني
في إعتبارات الماهية
للماهيّة بالنسبة إلى ما يقارنها من
الخصوصيّات اعتبارات ثلاث ، وهي : أخذُها بشرط شيء ، وأخذُها بشرط لا ، وأخذُها لا
بشرط. والقسمة حاصرة.
أمّا الأوّل : فأن تؤخذ الماهيّة بما هي
مقارنةً لما يلحق بها من الخصوصيّات ، فتصدق على المجموع ، كأخذ ماهيّة الإنسان
بشرط كونها مع خصوصيّات زيد فتصدق عليه.
وأمّا الثاني : فأن تؤخذ وحدها ، وهذا
على وجهين [٢]
: (أحدهما) أن يقصر
[١] راجع الفصل
الأوّل من المقالة الخامسة من إلهيّات الشفاء ، والمباحث المشرقيّة ج ١ ص ٤٨ ـ ٤٩
، والفصل السابع من المقالة الثالثة من الفنّ الأوْل من طبيعيات الشفاء ، وشرح
التجريد للقوشجي ص ٧٦ ، وكشف المراد ص ٨٤ ، وغيرها من الكُتُب المطوّلة.
[٢] يريد أنّ
الماهيّة بشرط لا يستعمل عندهم في معنيين : أحدهما : أن يعتبر تجرّد الماهيّة