في أنّ الماهيّة في حدّ ذاتها لا موجودة ولا لا
موجودة
الماهيّةُ [١] ، وهي : «ما يقال في جواب ما هو؟» ، لَمّا
كانت ـ من حيث هي وبالنّظر إلى ذاتها في حدّ ذاتها ـ لا تأبى أن تتّصف بأنّها
موجودةٌ أو معدومةٌ ، كانت في حدّ ذاتها لا موجودة ولا لا موجودة ، بمعنى أنّ
الموجود واللاموجود ليس شيءٌ منهما مأخوذاً في حدّ ذاتها بأن يكون عينَها أو
جزءَها ، وإن كانت لا تخلو عن الاتّصاف بأحدهما في نفس الأمر بنحو الاتّصاف بصفة
خارجة عن الذّات. وبعبارة اُخرى : الماهية بحسب الحمل الأوّليّ ليست بموجودة ولا
لا موجودة ، وإن كانت بحسب الحمل الشائع إمّا موجودة وإمّا لا موجودة. وهذا هو
المراد بقولهم : «إنّ إرتفاع الوجود والعدم عن الماهيّة من حيث هي من إرتفاع
النقيضين عن المرتبة ، وليس ذلك بمستحيل ، وإنمّا المستحيل ارتفاعهما عن الواقع
مطلقاً وبجميع مراتبه» [٢].
يعنُون به أنّ نقيض الوجود المأخوذ في حدّ الذات ليس
[١] الماهيّة مشتقّة
عمّا هو ، والياء فيها للنسبة أي المنسوبة إلى ما هو.
[٢] راجع الأسفار ج
٢ ص ٤ ـ ٥ ، والقبسات ص ٢١ ـ ٢٢. وقال الحكيم السبزواريّ في شرح المنظومة ص ٩٣ : «وارتفاع
النقيضين عن المرتبة جائز ، لأنّ معناه أنّ كلّ واحد منهما ليس عيناً للماهية ولا
جزءاً منها ، وإن لم يخلُ عن احدهما في الواقع».