______________________________
مكثرة «في المال و منسأة» أي مؤخره «في الأجل» أي سبب لكثرة
المال و زيادة العمر بناء على أنه أجلان كما قال تعالى:
هُوَ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ[1] فالذي في كتاب
المحو و الإثبات يتغير بالزيادة و النقصان بخلاف ما في اللوح المحفوظ، فإنه موافق
للواقع و التغييرات لطف بالنظر إلى المكلفين للازدياد في الطاعات و الانتهاء عن
المخالفات كما يظهر من الأخبار المتواترة و الآيات.
و صدقة السر فإنها تطفئ
نار الخطايا و تعفوها و تطفئ نار عذاب الله تعالى و المشهور بين الأصحاب استثناء
الزكاة المفروضة فإن الفضل في إعلانها لئلا ينسب صاحبها إلى البخل و ليتأسى به
غيره «و صنائع المعروف» أي الإحسان إلى الناس بأي وجه كان «فإنها تدفع
ميتة السوء» كالقحط و الطاعون و القتل في غير سبيل الله أو الموت من غير الاستعداد «و تقي» أي تحفظ «مصارع
الهوان» أي من البلايا التي لا يمكن الخلاص منها و يصير بها حقيرا بين الناس
كالجذام و البرص و الفقر إلى الناس و الاتهام بالأكاذيب و أمثالها أو الذنوب التي
يهان بها عند الله و عند أوليائه.
«ألا فاصدقوا» دائما «فإن الله مع
الصادقين» بالرحمة و الفضل و الإحسان «و جانبوا الكذب» أي أبعدوا منه فإن
الكذب يبعد صاحبه من الإيمان أولا يجامعه «إلا أن الصادق على شفا منجاة و كرامة» يعني أنه قريب
من محل النجاة أو منها في الآخرة و الكرامة و العزة في الدنيا أو منهما فيهما، و
كذا الكاذب في الخزي و الهلاك «إلا و قولوا خيرا تعرفوا به» يعني ينبغي أن
لا يجري على ألسنتكم إلا الخير حتى تصيروا معروفين بأنكم من أهل الخير و ينفعكم
هذه الشهادة