______________________________ لربك» أي لا تسأل
شيئا من غيره تعالى (أو) أسأل خالصا لله لما أمرك بالدعاء لا لحصول المطلوب فإن
الغرض من الدعاء توجه العبد إلى الله تعالى و هو حاصل سواء استجيب له أو لا.
و في وصية الحسن عليه
السلام قال عليه السلام: و اعلم أن الذي بيده خزائن السماوات و الأرض قد أذن لك في
الدعاء و تكفل لك بالإجابة و أمرك أن تسأله ليعطيك، و تسترحمه ليرحمك و لم يجعل
بينك و بينه من يحجبك عنه و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه و لم يمنعك إن أسأت من
التوبة و لم يعاجلك بالنقمة، و لم يفضحك حيث الفضيحة و لم يشدد عليك في قبول
الإنابة، و لم يناقشك بالجريمة، و لم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة
و حسب سيئتك واحدة و حسب حسنتك عشرا، و فتح لك باب المتاب فإذا ناديته سمع نداءك،
و إذا ناجيته علم نجواك فأفضيت إليه بحاجتك أبثثته ذات نفسك، و شكوت إليه همومك، و
استكشفته كروبك، و استعنته على أمورك و سألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على
إعطائه غيره من زيادة الأعمار و صحة الأبدان و سعة الأرزاق، ثمَّ جعل في يديك
مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمة و
استمطرت شآبيب (أي قطرات) رحمته فلا يقنطك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر
النية. و ربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل و أجزل لعطاء الآمل و
ربما سألت الشيء فلا تؤتاه و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا أو صرف عنك لما
نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) نویسنده : المجلسي، محمد تقى جلد : 13 صفحه : 50