وإن كانت راسخة
كصفرة الذهب وحلاوة العسل ، سميت انفعاليات.
ولعلماء الطبيعة اليوم تشكيك ، في كون
الكيفيات المحسوسة موجودة في الخارج ، على ما هي عليه في الحس مشروح في كتبهم.
الفصل الحادي
عشر
في المقولات
النسبية
وهي الأين ومتى والوضع والجدة ، والإضافة
والفعل والانفعال ، أما الأين فهو هيئة ، حاصلة من نسبة الشيء إلى المكان.
وأما متى فهو هيئة ، حاصلة من نسبة
الشيء إلى الزمان ، وكونه فيه أعم من كونه في نفس الزمان كالحركات ، أو في طرفه وهو
الان كالموجودات الانية الوجود ، من الاتصال والانفصال والمماسة ونحوها ، وأعم
أيضا من كونه على وجه الانطباق ، كالحركة القطعية ، أو لا على وجهه كالحركة
التوسطية.
وأما الوضع فهو هيئة حاصلة ، من نسبة
أجزاء الشيء بعضها إلى بعض ، والمجموع إلى الخارج ، كالقيام الذي هو هيئة حاصلة
للإنسان ، من نسبة خاصة بين أعضائه نفسها ، وبينها وبين الخارج ، من كون رأسه إلى
فوق وقدميه إلى تحت.
وأما الجدة ويقال له ، الملك فهو هيئة
حاصلة من إحاطة شيء بشيء ، بحيث ينتقل المحيط بانتقال المحاط ، سواء كانت الإحاطة
إحاطة تامة كالتجلبب ، أو إحاطة ناقصة كالتقمص والتنعل.
وأما الإضافة ، فهي هيئة حاصلة من تكرر
النسبة بين شيئين ، فإن مجرد النسبة لا يوجب إضافة مقولية ، وإنما تفيدها نسبة
الشيء الملحوظ ، من حيث