الثاني أعني المنفصل ، هو العدد الحاصل
من تكرر الواحد ، وإن كان الواحد نفسه ليس بعدد ، لعدم صدق حد الكم عليه ، وقد
عدوا كل واحدة من مراتب العدد نوعا على حدة ، لاختلاف الخواص.
والأول أعني المتصل ينقسم إلى قار وغير
قار ، والقار ما لأجزائه المفروضة اجتماع في الوجود ، كالخط مثلا ، وغير القار
بخلافه وهو الزمان ، فإن كل جزء منه مفروض ، لا يوجد إلا وقد انصرم السابق عليه ،
ولما يوجد الجزء اللاحق.
والمتصل القار على ثلاثة أقسام ، جسم
تعليمي وهو الكمية السارية في الجهات الثلاث ، من الجسم الطبيعي المنقسمة فيها ، وسطح
وهو نهاية الجسم التعليمي المنقسمة في جهتين ، وخط وهو نهاية السطح المنقسمة في
جهة واحدة.
وللقائلين بالخلاء ، بمعنى الفضاء
الخالي من كل موجود شاغل يملؤه ، شك في الكم المتصل القار ، لكن الشأن في إثبات
الخلاء بهذا المعنى.
تتمة
يختص الكم بخواص ، الأولى أنه لا تضاد
بين شيء من أنواعه ، لعدم اشتراكها في الموضوع ، والاشتراك في الموضوع من شرط
التضاد.
الثانية قبول القسمة الوهمية بالفعل كما
تقدم.
الثالثة وجود ما يعده ، أي يفنيه
بإسقاطه منه مرة بعد مرة ، فالكم المنفصل وهو العدد مبدؤه الواحد ، وهو عاد لجميع
أنواعه ، مع أن بعض أنواعه عاد لبعض ، كالإثنين للأربعة والثلاثة للتسعة ، والكم
المتصل منقسم ذو أجزاء فالجزء منه يعد الكل.
الرابعة المساواة واللا مساواة ، وهما
خاصتان للكم وتعرضان غيره