وخامسا أن القوة تقوم دائما بفعلية ، والمادة
تقوم دائما بصورة تحفظها ، فإذا حدثت صورة بعد صورة ، قامت الصورة الحديثة مقام
القديمة وقومت المادة.
وسادسا يتبين بما تقدم ، أن القوة تتقدم
على الفعل الخاص تقدما زمانيا ، وأن مطلق الفعل يتقدم على القوة ، بجميع أنحاء
التقدم ، من علي وطبعي وزماني وغيرها.
الفصل الثاني
في تقسيم
التغير
قد عرفت أن من لوازم خروج الشيء ، من
القوة إلى الفعل حصول التغير ، إما في ذاته أو في أحوال ذاته ، فاعلم أن حصول
التغير إما دفعي وإما تدريجي ، والثاني هو الحركة وهي نحو وجود تدريجي للشيء ، ينبغي
أن يبحث عنها من هذه الجهة في الفلسفة الأولى.
الفصل الثالث
في تحديد
الحركة
قد تبين في الفصل السابق ، أن الحركة
خروج الشيء من القوة إلى الفعل تدريجا ، وإن شئت فقل هي تغير الشيء تدريجا ، والتدريج
معنى بديهي التصور بإعانة الحس عليه ، وعرفها المعلم الأول ، بأنها ، كمال أول لما
بالقوة من حيث إنه بالقوة ، وتوضيحه أن حصول ، ما يمكن أن يحصل