responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 35

تدخل في الوجود بعد أما إن كانت متناهية أو غير متناهية فإن لم تكن متناهية فقد تضاعف ما لا يتناهى بما لا يتناهى و ذلك محال و إذا كانت متناهية فإذا زيدت على غير المتناهي صارت الجملة أكثر من المقدار الأول و قد علم أن غير المتناهي الموجود لا يكون شي‌ء أكثر منه و هذا أكثر منه فهو خلف ثم يلزم أن يكون الباقي على نسبة عددية إذ هي موجودة بالفعل أما نسبة النصف أو الثلث أو الربع أو غير ذلك من النسب و إذا كانت الجملة غير متناهية بالفعل استحال تقدير النسبة إليه فإن ما لا يتناهى لا نصف له و لا ثلث و لا ربع و إذا تحققت النسبة دل ذلك على أن الجملة محصورة معدودة متناهية و ليس يلزم على ما ذكرناه كون العدد غير متناه، فإنا لا نسلم ذلك في عدد معلوم موجود، و معنى قولنا إن العدد لا يتناهى أنه في التقدير الوهمي لا يتناهى أي الوهم يعجز عن بلوغ حد و نهاية فيه فيحكم العقل أنه لا نهاية له و كما أن العدد على الإطلاق معلوم من غير ربط بمعدود، و كذلك النصف و الثلث و الربع على الإطلاق معلوم من غير نسبة إلى ما لا يتناهى إنما المستحيل إثبات أعداد موجودة غير متناهية فإن كل موجود معدود فهو محدود، و إذا تحقق بطلان النفوس غير المتناهية و كانت كل نفس متعلقة ببدن تحقق بطلان الأبدان غير المتناهية و كانت كل نفس متعلقة ببدن تحقق بطلان الأبدان غير المتناهية ثم إذا تناهت الأبدان و النفوس الإنسانية تناهت الامتزاجات العنصرية، فتناهت الحركات الدورية السماوية فتناهت المتحركات العلوية فتناهت المحركات الروحانية فتناهى العالم بأسره فكان له أول من ابتداء، فأما تقدير عدم عليه يمكن أن يكون قبله فهو تقدير خيالي كتقدير خلاء وراء العالم يمكن أن يكون فيه فالخلاء بالنسبة إلى العالم مكانا كالعدم بالنسبة إليه زمانا و تقدير بينونة وراء العالم غير متناهية كتقدير أزمنة قبل العالم غير متناهية [1].

و لو سأل سائل هل يمكن تقدير عالم آخر وراء هذا العالم و وراء ذلك العالم عالم آخر إلى ما لا يتناهى كان السؤال محالا كذلك لو سأل هذا هل يمكن تقدير هذا العالم أو عالم آخر قبله بزمان و قبل ذلك القبل بزمان إلى ما لا يتناهى كان السؤال أيضا محالا فليس قبل العالم إلا موجده و مبدعه قبلية الإيجاد و الإبداع لا قبلية الإيجاب بالذات و لا قبلية الزمان كما ليس فوق العالم إلا مبدعه فوقية الإبداع و التصرف لا فوقية الذات و لا فوقية المكان و اللّه المستعان.


[1] انظر: الملل و النحل للمصنف (2/ 208).

نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست