إلى شبه المدرك بشرط أن
يتفاوتا في الكيفية و هذه القوى كلها معدات لقبول الفيض من واهب الصور، و إلا
فالحاسة لا تحدث إدراكا.
و الأشعري فصل بين السمع و
البصر و بين الثلاثة الباقية حيث شرط هاهنا اتصالا جسمانيا و أثبت إحساسا جسمانيا
و لم يثبتها في صفات الباري تعالى، و لما علم أن لهما اختصاصا بالباطن ردد قوله في
أن الإدراك علم مخصوص أو معنى آخر في الحاسة المشتركة و لا يستبعد من مذهبه قيام
الإدراك السمعي بالبصر و البصر بالسمع فإن القوم حكموا باتحادهما عند الحاسة
المشتركة حتى يصير المرئي مقروءا و المقروء مرئيا فإنهما في حقيقة الإدراك لا
يختلفان و محلهما محل واحد فيتحدان و كلام المعتزلة في الإدراكات مختلط لا ثبات له
و اللّه أعلم[1].
[1] انظر: غاية المرام
للآمدي (ص 93)، و الملل و النحل للمصنف (2/ 19، 220)، و المواقف للإيجي (2/ 583).