responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 139

أن معنى العالم هو ذو العلم فنقول إما أن يكون الرب سبحانه مريدا لنفسه أو بإرادة و إذا تحقق أنه مريد بإرادة فإما أن تكون الإرادة قديمة و إما أن تكون حادثة فإن كانت حادثة فلا يخلو إما أن تكون حادثة في ذاته أو في محل أو لا في ذاته و لا في محل و قد سبق الرد على من قال بحدوث الإرادة في ذاته و يستحيل كون الإرادة في محل و يكون الرب تعالى مريدا بها فإن المعنى إذا قام بمحل وصف المحل به إذ لا معنى للقيام به إلا وصفه به و حينئذ لا يوصف غيره به إذ من المحال وصف الشيئين بمعنى واحد قام بأحدهما دون الثاني و يستحيل كون الإرادة لا في محل فإن الإرادة من جملة المعاني و الأعراض و احتياج الأعراض إلى المحل صفة ذاتية لها و من المحال ثبوتها دون الوصف الذاتي و لو لم تحل في محل لكانت قائمة بذاتها و القائم بالذات قابل للمعنى فحينئذ تكون الإرادة قابلة للمعنى فحينئذ تكون الإرادة قابلة للمعنى و لا يكون فرق بين الجوهر و بين حقيقة العرض حتى لو جوز استغناء العرض عن المحل في وقت من الأوقات جاز في كل وقت و لو جوز لجنس من الأجناس أو لنوع من الأنواع لجاز لكل نوع و جنس و لو جوز ذلك أيضا للزم تجويز قيام جوهر بمحل، فإنه كما يستثنى الإرادة و الغناء و التعظيم عن جنس من المعاني حتى لا يفتقر إلى محل جاز أن يستثنى جنس من الجوهر حتى يحتاج إلى محل و كل ذلك محال.

ثم نقول هب أنا ارتكبنا هذه الاستحالة و تصورنا إرادة لا في محل فمن المريد بها و من المعلوم أن نسبتها إلى القديم و الحادث على وتيرة واحدة.

فإن قيل: يوصف بها القديم لأن القديم لا في محل و الإرادة لا في محل فهي به أولى.

قيل و لو قيل يوصف بها الحادث لأن الإرادة حادثة و الجوهر حادث و الحادث بالحادث أولى و المناسبات بين الحوادث تتحقق و لا مناسبة بين القديم و الحادث بوجه ما ثم أخذتم قولكم لا في محل بالاشتراك فإن معنى قولنا القديم لا في محل أي لا في مكان و معنى قولنا الإرادة لا في محل أي لا في متمكن و فرق بين المكان و المحل فلم توجد المناسبة شاملة للطرفين بمعنى متفق عليه مشترك فيه فلا مناسبة أصلا هذا كمن يقول الجوهر لا في محل و الإرادة لا في محل فوصف الجوهر بها أولى و نقول قد قام الدليل على أن كل حادث اختص بالوجود دون العدم و بوقت و قدر دون وقت و قدر كان المحدث مرادا و الإرادة شاركت جميع الحوادث في هذه القضية فإنها اختصت بوقت و مقدار من العدد دون وقت و مقدار فيستدعي إرادة أخرى و الكلام فيها كالكلام في هذه فيجب أن يتسلسل و القول بالتسلسل باطل.

نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست