و برئنا من أطفاله، لانه
ليس لهم[1] اسلام حتى يدركوا، فيدعوا الى الاسلام
و يقبلوه[2]. و خالفهم في ذلك قوم من العجاردة،
فقالوا ليس لأطفال المؤمنين و لا لأطفال المشركين ولاية، و لا براءة حتى يدركوا
الى الاسلام[3]، فيقروا به او ينكروه.
كان هؤلاء من جملة
الثعالبة، و الثعالبة من جملة العجاردة. و كان ثعلبة زعيم الثعالبة مع عبد الكريم
بن عجرد يدا واحدة الى ان اختلفا (في) امر الاطفال.
و السبب في ذلك ان رجلا
خطب بنت ثعلبة بن مشكان[5]
هذا./ فقال له:
بيّن مهرها. فارسل الخاطب
امرأة الى أمها يسألها هل بلغت. فان بلغت و اقرت بالاسلام، لم يبالي كم كان مهرها.
فقالت أمها: هي مسلمة في الولاية، بلغت او لم تبلغ،- فأخبر عبد الكريم ثعلبة بذلك.
فاختار عبد الكريم البراءة من الاطفال قبل البلوغ.- و قال ثعلبة: بل نحن على
ولايتهم صغارا و كبارا[6].
ابي الصلت» و كذلك ورد
اسمه في «لب اللباب» ص 162، و جاء في «شرح المواقف» 3: 292 «عثمان بن ابي الصلت و
قيل الصلت بن الصامت».
[1] في المخطوط «له» و
هذا خطأ واضح، و جاء «لهم» في الفرق.
[2] جاء في الفرق (بدر
ص 76، الكوثري ص 58، عبد الحميد ص 97): «فيدعون حينئذ الى الاسلام فيقبلونه» و هو
الأصح.
[3] الكلام هنا ناقص، و
قد جاء في الفرق (بدر 76، الكوثري 58، عبد الحميد 98):
«حتى يدركوا فيدعوا الى
الاسلام».
[4] في الفرق جاء ذكر
المعيدية منفصلا عن ذكر الاخنسية و متقدما عليهم.
اما في المخطوط هنا فقد
جاء ذكر الثعالبة مع الاخنسية و المعيدية.
[5] الشهرستاني 1: 177
يسميه «ثعلبة بن عامر»؛ و المقريزي 2: 355 يتبعه في ذلك.
اما صاحب التبصير في
الدين (ص 33) فذكر مثل الذي جاء هنا في المخطوط. و اما الاشعري في مقالات
الاسلاميين 1: 167 فلم يزد عن «ثعلبة».
[6] هنا الكلام مضطرب.
أولا يضاف بعد «و كبارا»: «الى ان يبين لنا منهم انكار للحق» (كما جاء في الفرق:
بدر ص 81. عبد الحميد ص 101، الكوثري ص 60) ثم يضاف بعد ذلك: «ثم اختلفوا في ذلك
حتى يكون منهم ...»