رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»[1]، اذا سلموا ان الرضى من اللّه عز و جل، انما يكون عمن علم انه يموت
مؤمنا.-/ و هذا ما لا انفصال لهم عنه على هذا الاصل[2].
ذكر المعلومية و
المجهولية منهم
هاتان الفرقتان كانتا في
الاصل من الحازمية، و افترقتا من حين زعمت المعلومية ان من لم يعرف اللّه تعالى
بجميع اسمائه فهو جاهل به، و الجاهل به كافر[3]. فاكفرهم اسلافهم في ذلك.
ثم مالوا مع ذلك الى قول
القدرية في القدر، فاكفرتهم الحازمية و اهل السنة في ذلك.
و وافقوا اهل السنة في ان
الاستطاعة مع العقل، و لا يكون الا ما شاء اللّه.
فاكفرتهم القدرية في
مسألتي الاستطاعة و المشيئة. فاكفرهم سائر الأمة في قولهم ان الجاهل ببعض[4] اسماء اللّه جاهل به.
و اما المجهولية منهم،
فقالوا ان من عرف اللّه سبحانه و تعالى ببعض اسمائه فقد عرفه. لكنهم وافقوا[5] القدرية في القدر، فاكفرهم/ الحازمية
في ذلك.
ذكر الصلتية منهم
كان هؤلاء من العجاردة، و
نسبوا الى عثمان بن ابي الصلت[6]، و قيل صلت ابن ابي الصلت. و تفردوا عن اسلافهم بان قالوا: من
استجاب لنا و أسلم، توليناه
[2] هذه الفقرة الخاصة
«بالحازمية» تلخص أهم مواقفها دون ان تهمل موقفا من المواقف التي تميزت بها. و
هكذا يكون هذا العرض وسطا بين ما جاء مطولا في كتاب «الفرق بين الفرق» و ما جاء في
مختصره للرسعني.
[3] الكلام هنا مطابق
لما جاء في «الفرق» (بدر ص 76، الكوثري ص 57، عبد الحميد 97).
[4] - جاء في المخطوط
«يبغض»- و هذا لا يتفق و المعنى.