من خصال الايمان ايمانا، و
لا بعض ايمان، و مجموعها ايمان.- و حكى[1] بعض المقالات عن ابي شمر القدري مثل قول هؤلاء اليونسية في الايمان.
و ذلك غلط منه، لان أبا شمر يقول بالقدر، و يونس لا يقول به، و يجمل المعرفة بان
اللّه واحد ليس كمثله شيء مع الاقرار به ايمانا قبل حجة الرسول، حتى يعرف كل ما
يستخرج بالمعقول من عدل الاله، و اراد بعدله ما يذهب إليه/ من القدر.-
و زعم ان الشاك في ذلك كله
او في بعضه كافر. و كذلك الشاك في تكفير الشاك.
و ليس هذا قول اليونسية.
ذكر الغسّانية منهم
هؤلاء اتباع غسّان المرجئ
الذي التجى في الفقه الى محمد بن الحسن، و زعم ان الايمان هو الاقرار و المحبة
للّه تعالى، و التعظيم له، و ترك الاستكبار عليه.-
و قال بانه يزيد و لا
ينقص.- و فارق اليونسية بان كل خصلة من خصال الايمان سماه بعض الايمان.- و كان
غسان يزعم ان قوله في الايمان كقول ابي حنيفة، رحمه اللّه، فيه. و هذا غلط منه،
لان أبا حنيفة قال ان الايمان هو المعرفة و الاقرار باللّه تعالى، و برسله، و بما
جاء من عندهما في الجملة، و لا يزيد و لا ينقص، و غسان يقول بزيادة الايمان[2].
ذكر الثوبانية/ منهم
هؤلاء اتباع ابي ثوبان
المرجئ الذي قال ان الايمان هو الاقرار و المعرفة باللّه تعالى و برسله عليهم
السلام، و بكل ما يجب في العقل فعله، و ما جاز في العقل تركه، فليست به من
الايمان. و فارقوا الغسانية بايجابهم في العقل شيئا قبل ورود الشرع[3].
[1] الكلام ابتداء من
هنا الى آخر الفقرة غير وارد في كتاب «الفرق».
[2] ما ورد هنا عن
الغسانية يتفق مع ما ذكر عنهم في كتاب «الفرق» (انظر ط.
بدر ص 191، ط. الكوثري ص
123، ط. عبد الحميد ص 203).
[3] يتفق هنا الكلام عن
الثوبانية مع ما جاء في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص 191، ط. الكوثري ص 124، ط. عبد
الحميد ص 204).