التولّد، مع انكاره على
اهل السنة قولهم يجوز فعل من فاعلين، احدهما خالق و الآخر مكتسب.
و زعم ان من اجاز رؤية
اللّه تعالى بالابصار بلا كيف فهو كافر باللّه، و الشاك في كفره كافر، و كذلك
الشاك في الشاك لا الى نهاية. و الباقون من المعتزلة (انما قالوا بتكفير من اجاز
الرؤية على جهة)[1] المقابلة او التحديد او اتصال الشعاع
به. و المثبتون للرؤية يكفرون منكرا بها، و هم في هذا التكفير اكثر عددا و اعز
نفرا.
و من فضائح المردار انه
لما حضرته/ الوفاة اوصى بان يتصدق بماله و لا يدفع شيء منه الى ورثته، و اعتذر
بعض اصحابه عنه بانه كان في ماله شبه، و للمساكين فيه حق قد خانهم فيه، فلذلك اوصى
به لهم. و في هذا اقرار منهم بانه كان عاصيا او خائنا للمساكين، فلزمهم الحكم
باستحقاقه الخلود في النار على اصولهم في الوعيد، و كفاه خزية[2].
ذكر الهشامية منهم
هؤلاء اتباع هشام بن عمر
الفوطي[3] الذي حرم على الناس ان يقولوا:
«حَسْبُنَا اللَّهُ
وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ»[4]،
مع ورود القرآن به. و زعم الخياط انه انما منع لفظ الوكيل فيه نطقا، و لم يمنع منه
كتابة. و من العجب ان اسم اللّه تعالى يجوز ان
[1] الكلام بين
الهلالين ناقص في هذا المخطوط و وارد في كتاب «الفرق» (انظر ط. بدر ص 152، الكوثري
ص 100، عبد الحميد ص 166) و لا بد منه لاستقامة المعنى.
[2] ما ذكر هنا من
فضائح المردارية مطابق في المعنى لما جاء في كتاب «الفرق» (ذات المراجع التي ذكرت
في رقم 1 و في رقم 2).
[3] هو هشام بن عمرو،
الشيباني، ذكره ابن المرتضى آخر من ذكر من اهل الطبقة السادسة، و حكى عن يحيى بن
اكثم ان المأمون العباسي كان اذا دخل عليه هشام هذا يتحرك له حتى انه ليكاد يقوم
(طبقات المعتزلة ص 61). و قد اختلفوا في ضبط (الفوطى) فيضبطه قوم بضم الفاء و سكون
الواو، و يضبطه آخرون بضم الفاء و فتح الواو، و الاول على انه نسبة الى الفوطة
مفردا، و الثاني على انه نسبة الى الفوط جمعا.