الجسم، احدهما يحل فيه و
هو في المكان الاول، و الثاني يحل فيه و هو في المكان الثاني. و هذا قول ابن
الراوندي و ابي العباس القلانسي. و زعم بشر انها تحل فيه لا في المكان الاول، و لا
في الثاني، و ليس بين الحالين واسطة. و هذا قول لا يعقله هو عن نفسه، فكيف يعقله
عنه خصمه[1]؟
هؤلاء اتباع المعروف بابي
موسى المردار، و كان قد افتتح دعوته بان قال لاتباعه ان الناس قادرون على مثل
القرآن و على ما هو احسن منه نظما. و في هذا ابطال اعجاز القرآن.
ثم قال بتكفير من لابس
السلطان[3] في زمانه، و زعم انه لا يرث و لا
يورث.
و كيف/ غفل سلطانه في
زمانه عن قتله على هذه البدعة؟!
و زعم أيضا ان اللّه تعالى
قادر على ان يظلم و يكذب، و لو فعل ما قدر عليه من الظلم و الكذب لكان إلها ظالما
كاذبا.
و حكى عنه صاحبه ابو زفر
انه اجاز وقوع فعل واحد من فاعلين على
[1] الفضائح الخمس
المذكورة هنا في المخطوط، واردة بذات الترتيب في كتاب «الفرق» مع بعض الاختلاف في
التعبير فقط (انظر الفرق ط. بدر ص 142- 145، الكوثري ص 95- 96، عبد الحميد ص 157-
159) اما ما جاء في «مختصر الفرق» للرسعني عن البشرية فانه موجز جدا و بعض المسائل
غير واردة فيه (مختصر الفرق ص 110- 111) فكأن ما جاء في كتاب «الفرق» ما هو الا
تكرار لما ذكر في كتاب «الملل و النحل» مع بعض الاختلاف في التعبير بينما الأفكار
هي هي.
[2] المردارية هم اتباع
ابي موسى عيسى بن صبيح، و لقبه المردار، و في «طبقات المعتزلة» (ابن المردار). قال
ابن الاخشيد: هو من علماء المعتزلة و من المقدمين فيهم، و كان ممن اجاب بشر بن
المعتمر، و من جهة ابي موسى انتشر الاعتزال في بغداد. و يقال انه كان من احسن عباد
اللّه قصصا، و افصحهم منطقا، و اثبتهم كلاما (طبقات المعتزلة 70- 71) و قال
الشهرستاني:
عيسى بن صبيح الملقب
بالمردار. و قد تلمذ لبشر بن المعتمر، و اخذ العلم عنه، و تزهد، و يسمى راهب
المعتزلة. ثم ذكر ما انفرد به عنهم (الملل 1/ 68- 69).
[3] في المخطوط:
الشيطان- و في كتاب «الفرق»: «السلطان» (ط. بدر ص 151، الكوثري ص 100، عبد الحميد
ص 165).