responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 65

إنّما وضع هذه الأسامي أوّلا للخلق فإنّ الخلق أسبق إلى العقول و الأفهام من الخالق و كان استعمالها في حقّ الخالق بطريق الاستعارة و التجوّز و النقل، و المحبّة في وضع اللّسان عبارة عن ميل النفس إلى موافق ملائم و هذا إنّما يتصوّر في نفس ناقصة فاتها ما يوافقها و يستفيد بنيله كمالا فتستلذّ بنيله و هذا محال على اللّه عزّ و جلّ، فإنّ كلّ كمال و جمال و بهاء و جلال ممكن من الإلهيّة فهو حاضر و حاصل و واجب الحصول أبدا و أزلا و لا يتصوّر تجدّده و لا زواله فلا يكون له إلى غيره نظر من حيث إنّه غيره بل نظره إلى ذاته و إلى أفعاله فقطّ و ليس في الوجود إلّا ذاته و أفعاله، و لذلك قال شيخ أبو سعيد الميهني- رحمه اللّه- لما قرئ عليه قوله تعالى:

«يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ» فقال: بحقّ يحبّهم فإنّه ليس يحبّ إلّا نفسه على معنى أنّه الكلّ و أن ليس في الوجود غيره فمن لا يحبّ إلّا نفسه و أفعال نفسه و تصانيف نفسه فلا يجاوز حبّه ذاته و توابع ذاته من حيث هي متعلّقة بذاته، فهو إذن لا يحبّ إلّا نفسه و ما ورد من الألفاظ في حبّه لعباده فهو مأوّل فيرجع معناه إلى كشف الحجاب عن قلبه حتّى يراه بقلبه و إلى تمكينه إيّاه من القرب منه و إلى إرادته ذلك به في الأزل و إلى تطهير باطنه من حلول الغير به و إلى تفريغه و تخليته عن علائق و عوائق تحول بينه و بين مولاه حتّى لا يسمع إلّا بالحقّ و من الحقّ و لا يبصر إلّا به و لا ينطق إلّا به كما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حكاية عن ربّه سبحانه «لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى احبّه فإذا أحببته كنت سمعه- الحديث» فحبّه لمن أحبّه أزليّ مهما أضيف إليه الإرادة الأزليّة الّتي اقتضت تمكين هذا العبد من سلوك طرق القرب إذا أضيف إلى فعله الّذي ينكشف به الحجاب عن قلب عبده فهو حادث يحدث بحدوث السبب المقتضي له كما قال تعالى: «لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى احبّه» فيكون تقرّبه بالنوافل سببا لصفاء باطنه و ارتفاع الحجاب عن قلبه و حصوله في درجة القرب من ربّه و كلّ ذلك فضل اللّه عزّ و جلّ و لطفه به فهو معنى محبّته و لا يفهم هذا إلّا بمثال، و هو أنّ الملك قد يقرّب عبده من نفسه و يأذن له في كلّ وقت في حضور بساطه لميل الملك إليه إمّا لينتصر بقوّته أو لتستريح بمشاهدته أو ليستشيره في رأيه‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست