نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 352
على وصفه و نحن نرجو أن
يرزقنا اللّه تعالى في الدّنيا علمه و في الآخرة ذوقه فإنّ من صفاته أنّ من شرب
منه لم يظمأ أبدا قيل: لمّا نزلت سورة الكوثر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم: «هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم قال: إنّه نهر وعدنيه
ربّي عزّ و جلّ في الجنّة عليه خير كثير، عليه حوض، ترد امّتي يوم القيامة، آنيته
عدد النجوم[1]».
و قيل: كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: «ما بين لابتي حوضي مثل ما بين المدينة و
صنعاء أو مثل ما بين المدينة و عمّان[2]».
و روي أنّه لمّا نزل
قوله تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ[3]» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «هو نهر في الجنّة
حافّتاه من ذهب شرابه أشدّ بياضا من اللّبن و أحلى من العسل و أطيب ريحا من المسك
يجري على جنادل اللّؤلؤ و المرجان[4]».
و قال ثوبان مولى رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: «إنّ حوضي ما بين عدن إلى عمّان البلقاء ماؤه أشدّ بياضا من اللّبن و أحلى
من العسل و أكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أوّل
النّاس ورودا عليه فقراء المهاجرين»[5] و في رواية أبي ذرّ «أنّه يسكب فيه ميزابان من الجنّة[6]».
(1) أقول: و من طريق
الخاصّة عن أهل البيت عليهم السّلام «إنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السّلام يسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه»[7].
و من طريق العامّة ممّا
رووه في صحاحهم عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه قال: «ليردنّ النّاس
من أصحابي عليّ الحوض حتّى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول أصحابي أصحابي- و في
رواية اصيحابي اصيحابي- فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك» و زاد في أخرى
[1] أخرجه ابن أبي شيبة
و أحمد و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و
البيهقي في سننه من حديث أنس كما في الدر المنثور ج 6 ص 401.