responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 34

الصبيّ يضحك على من يترك اللّعب و يشتغل بملاعبة النساء و طلب الرّئاسة فكذلك الرّؤساء يضحكون على من يترك الرّئاسة و يشتغل بمعرفة اللّه تعالى و العارفون يقولون‌ «إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ».

(بيان السبب في زيادة لذّة النظر في الآخرة على المعرفة في الدّنيا)

اعلم أنّ المدركات تنقسم إلى ما يدخل في الخيال كالصور المختلفة المتخيّلة و الأجسام المتلوّنة المتشكّلة في أشخاص الحيوان و النبات، و إلى ما لا يدخل في الخيال كذات اللّه سبحانه و كلّ ما ليس بجسم كالعلم و القدرة و الإرادة و غيرها و من رأي إنسانا ثمّ غضّ بصره وجد صورته حاضرة في خياله كأنّه ينظر إليها و لكن إذا فتح العين و أبصر أدرك تفرقة بينهما و لا ترجع التفرقة إلى اختلاف بين الصورتين لأنّ الصورة المرئيّة تكون موافقة للمتخيّلة و إنّما الافتراق بمزيد الوضوح و الكشف فإنّ صورة المرئي صارت بالرّؤية أتمّ انكشافا و وضوحا و هو كشخص يرى في وقت الاسفار قبل انتشار ضوء النهار ثمّ رئي بعد تمام الضوء فإنّه لا يفارق إحدى الحالتين الأخرى إلّا في مزيد الانكشاف فإذن الخيال أوّل الإدراك و الرّويّة هي الاستكمال لإدراك الخيال و هي غاية الكشف و سمّى ذلك رؤية لأنّه غاية الكشف لا لأنّه في العين، بل لو خلق اللّه هذا الإدراك الكامل المكشوف في الجبهة أو الصدر مثلا استحقّ أن يسمّى رؤية، و إذا فهمت هذا في المتخيّلات فاعلم أنّ المعلومات الّتي لا تتشكّل في الخيال أيضا لمعرفتها و إدراكها درجتان إحداهما أولى و الثانية استكمال لها و بين الثانية و الأولى من التفاوت في مزيد الكشف و الإيضاح ما بين المتخيّل و المرئي فيسمّى الثاني أيضا بالإضافة إلى الأوّل مشاهدة و لقاء و رؤية و هذه التسمية حقّ لأنّ الرّؤية سمّيت رؤية لأنّها غاية الكشف و كما أنّ سنّة اللّه تعالى جارية بأنّ تطبيق الأجفان يمنع من تمام الكشف بالرّؤية و يكون حجابا بين البصر و المرئي و لا بدّ من ارتفاع الحجاب لحصول الرّؤية و ما لم يرتفع كان الإدراك الحاصل مجرّد التخيّل فكذلك مقتضى سنّة اللّه أنّ النفس ما دامت محجوبة بعوارض البدن و مقتضى الشهوات و ما غلب عليها من الصفات البشريّة فإنّها لا تنتهي إلى‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست