responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 334

بعيسى عليه السّلام فيقول اللّه تعالى له: «أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ‌ [1]» فيبقى متشحّطا تحت هيبة هذا السؤال سنين فيا لعظم يوم يقام فيه السياسة على الأنبياء بمثل هذا السؤال، ثمّ تقبل الملائكة فتنادون واحدا واحدا يا فلان بن فلانة هلمّ إلى موقف العرض و عند ذلك ترتعد الفرائص و تضطرب الجوارح و تبهت العقول، و يتمنّى أقوام أن يذهب بهم إلى النّار و لا تعرض قبائح أعمالهم على الجبّار و لا يكشف سترهم على ملأ الخلائق، و قبل الابتداء بالسؤال يظهر نور العرش و أشرقت الأرض بنور ربّها و وضع الكتاب، و أيقن قلب كلّ عبد بإقبال الجبّار لمساءلة العباد، و ظنّ كلّ واحد أنّه المراد دون أحد سواه و أنّه المقصود بالأخذ و السؤال دون من عداه، فيقول الجبّار سبحانه عند ذلك: يا جبرئيل ائتني بالنّار فجاءها جبرئيل و قال لها: يا جهنّم أجيبي خالقك و مليكك، فيصادفها جبرئيل على تغيّظها و غضبها، فلم تلبث بعد ندائه أن ثارت و فأرت و زفرت إلى الخلائق و شهقت و سمع الخلائق تغيّظها و زفيرها و انتهضت خزنتها متوثّبة إلى الخلائق غضبا على من عصى اللّه تعالى و خالف أمره، فاخطر ببالك و أحضر في قلبك حالة قلوب العباد و قد امتلأت فزعا و رعبا فتساقطوا جثيا على الرّكب و ولّوا مدبرين «يوم‌ تَرى‌ كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً» و سقط بعضهم على الوجوه منكبّين و ينادي الظالمون و العصاة بالويل و الثبور، و ينادي الصدّيقون نفسي نفسي، فبينا هم كذلك إذ زفرت النّار زفرتها الثانية فيضاعف خوفهم و تخاذلت قواهم و ظنّوا أنّهم مأخوذون ثمّ زفرت الثالثة فتساقطت الخلائق لوجوههم و شخصوا بأبصارهم ينظرون من طرف خاشع خفيّ، و انهضمت عند ذلك قلوب الظالمين فبلغت لدى الحناجر كاظمين، و ذهلت العقول من السعداء و الأشقياء أجمعين، و بعد ذلك يقبل اللّه تعالى على الرّسل و يقول: «ما ذا أُجِبْتُمْ».

(1) أقول: و من طريق الخاصّة في هذا الباب ما رواه عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام في قوله عزّ و جلّ: «هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ‌ [2]»


[1] المائدة: 119.

[2] المائدة: 120.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست