responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 330

أوانه، يوم ترى السماء فيه قد انفطرت، و الكواكب من هوله قد انتثرت، و النجوم الزّواهر قد انكدرت، و الشّمس قد كوّرت و الجبال قد سيّرت و العشار قد عطّلت[1]و الوحوش قد حشرت، و البحار قد سجّرت، و النّفوس قد زوّجت، و الجحيم قد سعّرت، و الجنّة قد أزلفت، و الجبال قد نسفت، و الأرض قد مدّت، يوم ترى الأرض قد زلزلت فيه زلزالها و أخرجت الأرض أثقالها، يومئذ يصدر النّاس أشتاتا ليروا أعمالهم، يوم تحمل الأرض و الجبال فدكّتا دكّة واحدة، فيومئذ وقعت الواقعة، و انشقّت السّماء فهي يومئذ واهية و الملك على أرجائها، و يحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية، يوم تسير فيه الجبال و ترى الأرض هامدة، يوم ترجّ فيه الأرض رجّا، و تبسّ الجبال بسّا فكانت هباء منبثّا، يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث، و تكون الجبال كالعهن المنفوش، يوم تذهل فيه كلّ مرضعة عمّا أرضعت، و تضع كلّ ذات حمل حملها، و ترى النّاس سكارى و ما هم بسكارى و لكنّ عذاب اللّه شديد، يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّموات و برزوا للَّه الواحد القهّار، يوم تنسف فيه الجبال نسفا فتترك قاعا صفصفا لا ترى فيه عوجا و لا أمتا، يوم ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمرّ مرّ السّحاب، يوم تنشقّ فيه السّماء فتكون وردة كالدّهان، فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس و لا جانّ، يوم يمنع العاصي فيه من الكلام و لا يسئل فيه أحد عن الاحترام، بل يؤخذ بالنواصي و الأقدام، يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها و بينه أمدا بعيدا، يوم يعلم فيه كلّ نفس ما احضرت و يشهد ما قدّمت و أخرت، يوم تخرس فيه الألسن و تنطق الجوارح يوم شيّب ذكره سيّد المرسلين إذ قيل له: أراك قد شبت يا رسول اللّه، فقال: «شيّبتني سورة هود و الواقعة و المرسلات و عمّ يتساءلون و إذا الشّمس كوّرت‌ [1]».


[1] العشار النوق اللاتي أتى على حملهن عشرة أشهر، و عطلت أي فلا يكون من يحلبها.


[1] أخرجه الترمذي و حسنه و الحاكم و صحّحه و قد تقدم.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست