نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 320
فإنّها صيحة واحدة تنفرج
بها القبور عن رءوس الموتى فيثورون دفعة واحدة فتوهّم نفسك و قد وثبت متغيّرا وجهك
مغبرّا بدنك من فرقك إلى قدمك من تراب قبرك مبهوتا من شدّة الصعقة شاخص العينين
نحو النداء، و قد ثار الخلق ثورة واحدة من القبور الّتي طال فيها بلاهم و قد
أعجمهم الفزع و الرّعب مضافا إلى ما كان عليهم من الغموم و الهموم و شدّة الانتظار
لعاقبة الأمر كما قال اللّه تعالى: «وَ نُفِخَ فِي
الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ
اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ[1]»
و قال: «فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ[2]» و قال تعالى: «فَإِذا نُقِرَ فِي
النَّاقُورِ. فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ[3]» و قال تعالى:
«وَ يَقُولُونَ مَتى
هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً
تَأْخُذُهُمْ وَ هُمْ يَخِصِّمُونَ. فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَ لا إِلى
أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ. وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى
رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ. قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما
وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[4]» فلو لم يكن بين يدي الموتى إلّا هول تلك النفخة لكان ذلك جديرا
بأن يتّقى فإنّها نفخة و صيحة يصعق بها من في السموات و الأرض يعني يموتون بها
إلّا من شاء اللّه، و هو بعض الملائكة، و لذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم: «كيف أنعم، و صاحب الصّور قد التقم القرن و حنى الجبهة و أصغى بالاذن
ينتظر متى يؤمر فينفخ[5]»
قال مقاتل: الصور هو القرن و ذلك أنّ إسرافيل، واضع فاه على القرن كهيئة البوق، و
دائرة رأس القرن كعرض السماوات و الأرض و هو شاخص ببصره نحو العرش ينتظر متى يؤمر
أن ينفخ النفخة الأولى فإذا نفخ «صعق من في السماوات و الأرض» أي مات كلّ حيوان من
شدّة الفزع إلّا من شاء اللّه و هم جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت، ثمّ
يأمر ملك