نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 282
و الاستبشار و السرور عند
موته مع أنّه ذكر في باب وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه اشتدّ
في النزع كربه و ظهر أنينه و ترادف قلقه و ارتفع حنينه و تغيّر لونه و عرق جبينه و
اضطربت في الانقباض و الانبساط شماله و يمينه حتّى بكى لمصرعه من حضره و انتحب
لشدّة حاله من شاهد منظره، و لم يمهله ملك الموت ساعة و ذكر في الحكايات السابقة
أنّ ملك الموت أمهل رجلا حتّى توضّأ و صلّى ركعتين و ذكر في شأن الخليل و الكليم
في باب سكرات الموت ما سمعت و هذا من أعجب العجائب و لنطو ما ذكره في هذا الباب
طيّا فإنّ بعضه كلمات لا طائل تحتها و بعضه رعونات و دعاوي، ينادي أكثرها
بالإعجاب.
قال في آخر الباب: فهذه
أقاويلهم و إنّما اختلف بحسب اختلاف أحوالهم فغلب على بعضهم الخوف و على بعضهم
الرّجاء و على بعضهم الشوق و الحبّ فتكلّم كلّ واحد من مقتضى حاله و الكلّ صحيح
بالإضافة إلى أحوالهم.
(الباب السادس) (في
أقاويل العارفين على الجنائز و المقابر و حكم زيارة القبور)
اعلم أنّ الجنائز عبرة
للبصير، و فيها تنبيه و تذكير لأهل الفطنة فأمّا أهل الغفلة فإنّه لا تزيدهم
مشاهدتها إلّا قساوة لأنّهم يظنّون أنّهم أبدا إلى جنازة غيرهم ينظرون و لا يحسبون
أنّهم لا محالة على الجنائز يحملون، أو يحسبون ذلك و لكنّهم على القرب لا يقدّرون،
و لا يتفكّرون أنّ المحمولين على الجنائز كلّهم هكذا كانوا يحسبون فبطل حسبانهم و
انقرض على القرب زمانهم، فلا ينظرنّ عبد إلى جنازة إلّا و ينبغي أن يعدّ نفسه
محمولا عليها فإنّه محمول عليها على القرب و كأن قد و لعلّه في غد أو بعد غد فروي
عن بعضهم أنّه كان إذا رأى جنازة قال: امض و أنا على الأثر.
(1) ثمّ ذكر أبو حامد
مقالات قوم على الجنائز من هذا القبيل، ثمّ قال:
فهكذا كان خوفهم من
الموت و الآن لا ننظر إلى جماعة يحضرون جنازة إلّا و أكثرهم يضحكون و يلهون و لا
يتكلّمون إلّا في ميراثه و ما خلّفه لورثته و لا يتفكّر أقرانه
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 282