نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 254
و كربة بعد كربة حتّى
يبلغ بها إلى الحلقوم فعند ذلك ينقطع نظره عن الدّنيا و أهلها و يغلق دونه باب
التوبة و تحيط به الحسرة و الندامة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
(1) أقول: ثمّ ذكر أبو
حامد عن السلف أخبارا في شدّة الموت و سكراته و خوف الأنبياء و الأولياء منه و
شدّته عليهم حتّى ذكر أنّه لمّا مات الخليل عليه السّلام قال اللّه تبارك و تعالى:
كيف وجدت الموت يا خليلي فقال كسفّود جعل في صوف رطب ثمّ جذب و لمّا مات الكليم
عليه السّلام سأله فقال: كشاة حيّة تسلخ بيد القصّاب. و إنّه عليه السّلام قال:
وجدت نفسي كالعصفور حين يقلي على المقلى لا هو يموت فيستريح و لا ينجو فيطير، و
بالجملة ما لا يشبه أخبار أهل البيت عليهم السّلام بل يشمّ منه رائحة الكذب إلّا
حديثا واحدا رواه عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه كان يحرّض على القتال و
يقول: «إن لم تقتلوا تموتوا فو الّذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على
فراش» و هذا الحديث مرويّ عنه من طريق الخاصّة أيضا فلنطو سائر ما ذكره و نذكر
مكانه ما ورد من طريق الخاصّة في هذا الباب و هو ما أورده الشيخ الصدوق رحمه اللّه
في اعتقاداته[2] قال: «قيل لأمير المؤمنين عليّ عليه
السّلام: صف لنا الموت فقال عليه السّلام: «على الخبير سقطتم الموت هو أحد ثلاثة
أمور يرد عليه إمّا بشارة بنعيم الأبد و إمّا بشارة بعذاب الأبد و إمّا بتخويف و
تهويل لا يدري من أيّ الفرق هو، أمّا وليّنا المطيع لأمرنا فهو المبشّر بنعيم
الأبد، و أمّا عدوّنا المخالف لأمرنا فهو المبشّر بعذاب الأبد، أمّا المبهم أمره
الّذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه يأتيه الخبر مبهما مخوفا ثمّ لن
يسوّيه اللّه بأعدائنا و يخرجه من النار بشفاعتنا، فاحتملوا و أطيعوا و لا تتّكلوا
و لا تستصغروا عقوبة اللّه فإنّ من المسرفين من لا يلحقه شفاعتنا إلّا بعد عذاب
ثلاثمائة ألف سنة» و سئل عن الحسن بن عليّ عليهما السّلام: «ما الموت الّذي جهلوه؟
فقال: أعظم سرور يرد على المؤمنين إذ نقلوا عن دار النكد إلى النعيم الأبد،
[1] أخرجه الترمذي و
ابن ماجه تحت رقم 4253 من حديث ابن عمر و قد تقدم.
[2] ص 77 الذي طبع مع
باب حادي عشر و هكذا رواه في معانى الاخبار ص 287.
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 254