responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 252

لذلك من علامة تعرف؟ فقال: نعم التجافي عن دار الغرور، و الإنابة إلى دار الخلود و الاستعداد للموت قبل نزوله‌ [1]».

(الباب الثالث) (في سكرات الموت و شدّته و ما يستحبّ من الأحوال عند الموت)

اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب و لا هول و لا عذاب سوى سكرات الموت بمجرّدها لكان جديرا بأن يتنغّص عليه عيشه و يتكدّر عليه سروره و يفارقه سهوه و غفلته و حقيقا بأن يطول فيه فكرته و يعظم له استعداده لا سيّما و هو في كلّ نفس بصدده كما قال بعض الحكماء: كرب بيد سواك لا تدري متى يغشاك، و قال لقمان لابنه: يا بنيّ أمر لا تدري متى يلقاك استعدّ له قبل أن يفجأك. و العجب أنّ الإنسان لو كان في أعظم اللّذّات و أطيب مجالس اللّهو فانتظر أن يدخل عليه جنديّ فيضربه خمس خشبات لتكدّرت عليه لذّته و فسد عليه عيشه و هو في كلّ نفس بصدد أن يدخل عليه ملك الموت بسكرات النزع و هو عنه غافل فما لهذا سبب إلّا الجهل و الغرور.

و اعلم أنّ شدّة الألم في سكرات النزع لا يعرفها بالحقيقة إلّا من ذاقها و من لم يذقها فإنّما يعرفها إمّا بالقياس إلى الآلام الّتي أدركها و إمّا بالاستدلال بأحوال النّاس في النزع على شدّة ما هم فيه فأمّا القياس الّذي يشهد له فهو أنّ كلّ عضو لا روح فيه فلا يحسّ بالألم فإذا كان فيه الرّوح تألّم، فالمدرك للألم هو الرّوح فمهما أصاب العضو الّذي فيه الرّوح جرح أو حرق سرى الأثر منه إلى الرّوح فبقدر ما يسري إلى الرّوح يتألّم و المؤلم يتفرّق على اللّحم و الدّم و سائر الأجزاء فلا يصيب الرّوح إلّا بعض الأثر فإذا كان في الآلام ما يباشر نفس الرّوح و لا يلاقي غيره فما أعظم ذلك الألم و ما أشدّه، و النزع عبارة عن مؤلم نزل بنفس الرّوح فاستغرق جميع أجزائه حتّى لم يبق جزء من أجزاء الرّوح المنتشرة في أعماق البدن إلّا و قد حلّ به الألم فلو أصابته شوكة فالألم الّذي يجده إنّما يجري في‌


[1] أخرجه الحاكم في المستدرك و ابن أبي الدنيا في قصر الأمل و قد تقدم.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست