نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 192
كتاب التفكّر
(1) و هو الكتاب التاسع
من ربع المنجيات من المحجّة البيضاء في تهذيب الاحياء
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه الّذي لم يقدّر لانتهاء عزّته نحوا و لا
قطرا، و لم يجعل لمراقي أقدام الأوهام و مرمى سهام الأفهام إلى حمى عظمته مجرى، و
ترك قلوب الطالبين في بيداء كبريائه والهة حيرى، كلّما اهتزّت لنيل مطلوبها ردّتها
سبحات الجلال قسرا، و إذا همّت بالانصراف آيسة نوديت من سرادقات الجمال صبرا صبرا،
ثمّ قيل لها أجيلي في ذلّ العبوديّة منك فكرا لأنّك لو تفكّرت في جلال الرّبوبيّة
لم تقدّري له قدرا، و إن طلبت وراء التفكّر في صفاتك أمرا فانظري في نعم اللّه و
أياديه كيف توالت عليك تترى، و جدّدي لكلّ نعمة منها ذكرا و شكرا، و تأمّلي في
بحار المقادير كيف فاضت على العالمين خيرا و شرّا، و نفعا و ضرّا، و عسرا و يسرا،
و ربحا و خسرا، و جبرا و كسرا، و طيّا و نشرا، و إيمانا و كفرا، و عرفانا و نكرا،
و إن جاوزت النظر في الأفعال إلى النظر في الذّات فقد حاولت أمرا إمرا[1]و خاطرت
بنفسك مجاوزة حدّ طاقة البشر ظلما و جورا، فقد انبهرت العقول دون مبادي إشراقه و
انتكصت على أعقابها اضطرارا و قهرا.
و الصلاة على محمّد
المصطفى إذ كان سيّد ولد آدم و لم يعدّ سيادته فخرا صلاة تبقى لنا في عرصات
القيامة عدّة و ذخرا، و على آله و أصحابه الّذين أصبح كلّ واحد منهم في سماء
الدّين بدرا و لطوائف المسلمين صدرا و سلّم.