نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 179
بالذنب وسائل عللي، فإن
عفوت فمن أولى بذلك منك، و إن عذّبت فمن أعدل منك هنالك، إلهي قد جرت على نفسي في
النظر لها و بقي لها حسن نظرك فالويل لها إن لم تسعدها، إلهي إنّك لم تزل لي برّا
أيّام حياتي فلا تقطع عنّي برّك بعد مماتي و لقد رجوت ممّن تولّاني في حياتي
بإحسانه أن يسعفني عند مماتي بغفرانه إلهي كيف أيأس من حسن نظرك بعد مماتي و لم
تولّني إلّا الجميل في حياتي. إلهي إن كانت ذنوبي قد أخافتني فإنّ محبّتي لك قد
أجارتني فتولّ من أمري ما أنت أهله و عد بفضلك على من غرّه جهله، إلهي لو أردت
إهانتي لما هديتني و لو أردت فضيحتي لم تسترني فمتّعني بما له هديتني و أدم لي ما
به سترتني، إلهي ما أظنّك تردّني في حاجة أفنيت فيها عمري، إلهي لو لا ما قارفت من
الذّنوب ما خفت عقابك و لو لا ما عرفت من كرمك ما رجوت ثوابك.
و قال الخوّاص دخلنا على
رحلة العابدة و كانت صامت حتّى اسودّت و بكت حتّى عميت و صلّت حتّى أقعدت فكانت
تصلّي قاعدة فسلّمنا عليها ثمّ ذكرناها شيئا من العفو ليهوّن عليها الأمر قال:
فشهقت ثمّ قالت: علمي بنفسي قرح فؤادي و كلم كبدي، و اللّه لوددت أنّ اللّه لم
يخلقني و لم أك شيئا مذكورا، ثمّ أقبلت على صلاتها.
فعليك إن كنت من
المرابطين المراقبين لنفسك أن تطالع أحوال الرّجال و النساء من المجتهدين لينبعث
نشاطك و يزيد حرصك، و إيّاك أن تنظر إلى أهل عصرك فإنّك إن تطع أكثر من في الأرض
يضلّوك عن سبيل اللّه، و حكايات المجتهدين غير محصورة و فيما ذكرناه كفاية للمريد،
و إن أردت مزيدا فعليك بالمواظبة على مطالعة كتاب حلية الأولياء فهو مشتمل على شرح
أحوال الصحابة و التابعين و من بعدهم و بالوقوف عليه يستبين لك بعدك و بعد أهل
عصرك من أهل الدّين فإن حدّثتك نفسك بالنظر إلى أهل زمانك و قالت: إنّما تيسّر
الخير في ذلك الزّمان لكثرة الأعوان، و الآن فإن خالفت أهل زمانك رأوك مجنونا و
سخروا بك فوافقهم فيما هم فيه و عليه فلا يجري عليك إلّا ما يجري عليهم و المصيبة
إذا عمّت
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 179