responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 16

(بيان ان المستحقّ للمحبّة هو اللّه تعالى وحده)

و أنّ من أحبّ غير اللّه لا من حيث نسبته إلى اللّه فذلك لجهله و قصوره في معرفة اللّه تعالى و حبّ الرّسول محمود لانّه عين حبّ اللّه و كذا حبّ العلماء و الأتقياء لأنّ محبوب المحبوب محبوب و رسول المحبوب محبوب و محبّ المحبوب محبوب و كلّ ذلك يرجع إلى حبّ الأصل فلا يجاوزه إلى غيره فلا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر إلّا اللّه و لا مستحقّ للمحبّة سواه و إيضاحه بأن يرجع إلى الأسباب الخمسة الّتي ذكرناها و نبيّن أنّها مجتمعة في حقّ اللّه تعالى بجملتها و لا توجد في غيره إلّا آحادها و أنّها حقيقة في حقّ اللّه تعالى و وجودها في حقّ غيره و هم و تخيّل و هو مجاز محض لا حقيقة له و مهما ثبت ذلك انكشف لكلّ ذي بصيرة ضدّ ما تخيّله ضعفاء العقول و القلوب من استحالة حبّ اللّه تعالى تحقيقا و بان أنّ التحقيق يقتضي أن لا يحبّ أحدا غير اللّه تعالى.

أمّا السبب الأوّل: و هو حبّ الإنسان نفسه و بقاءه و كماله و دوام وجوده‌

و بغضه لهلاكه و عدمه و نقصانه و قواطع كماله فهذه جبلّة كلّ حيّ و لا يتصوّر أن ينفكّ عنها حيّ و هذا يقتضي غاية المحبّة للَّه تعالى فإنّ من عرف نفسه و عرف ربّه عرف قطعا أنّه لا وجود له من ذاته و إنّما وجود ذاته و دوام وجوده و كمال وجوده من اللّه و باللّه و إلى اللّه فهو المخترع الموجد له و هو المبقي له و هو المكمّل لوجوده بخلق صفات الكمال و خلق الأسباب الموصلة إليه و خلق الهداية إلى استعمال الأسباب و إلّا فالعبد من حيث ذاته لا وجود له من ذاته بل هو محو محض و عدم صرف لو لا فضل اللّه عليه بالإيجاد و هو هالك عقيب وجوده لو لا فضل اللّه عليه بالإبقاء و هو ناقص بعد الوجود لو لا فضل اللّه عليه بتكميل خلقته، و بالجملة فليس في الوجود شي‌ء له بنفسه قوام إلّا القيّوم الحيّ الدّائم الّذي هو قائم بذاته، و كلّ ما سواه قائم به فإن أحبّ العارف ذاته و وجود ذاته مستفاد من غيره فبالضرورة يحبّ المفيد لوجوده و المديم له إن عرفه خالقا موجدا و مخترعا مبقيا و قيّوما بنفسه و مقوّما لغيره فإن كان لا يحبّه فهو لجهله بنفسه و بربّه و المحبّة ثمرة المعرفة فتنعدم بانعدامها و تضعف بضعفها و تقوي بقوّتها و لذلك قيل: من عرف ربّه أحبّه و من عرف النّار

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست