responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 139

قال أبو حامد: فنقول: هذه الأحاديث لا تناقض ما ذكرناه بل المراد بها من لم يرد به إلّا الدّنيا كقوله: «من هاجر يبتغي شيئا من الدّنيا فهو له» أو كان ذلك أغلب على نيّته و قد ذكرنا أنّ ذلك عصيان و عدوان لا لأنّ طلب الدّنيا حرام و لكن طلبها بأعمال الدّين حرام لما فيه من الرّياء و تغيير العبادة عن وضعها، و أمّا لفظ الشركة حيث ورد فمطلقه للتساوي و قد بيّنّا أنّه إذا تساوى القصدان تقاوما و لم يكن له و لا عليه فلا ينبغي أن يرجى عليه ثواب، ثمّ الإنسان عند الشركة أبدا في خطر فإنّه لا يدري أي الأمرين أغلب على قصده فربّما يكون عليه وبالا و لذلك قال اللّه تعالى: «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً» أي لا يرجى اللّقاء مع الشركة الّتي أحسن أحوالها التساقط، و يجوز أن يقال: أيضا منصب الشهادة أيضا لا ينال إلّا بالإخلاص في الغزو، و بعيد أن يقال: من كانت داعيته الدّينيّة بحيث تزعجه إلى مجرّد الغزو و إن لم تكن غنيمة و قدر على غزو طائفتين من الكفّار إحداهما أغنياء و الأخرى فقراء فمال إلى جهة الأغنياء لإعلاء كلمة اللّه تعالى و الغنيمة أنّه لا ثواب له على غزوه البتّة و نعوذ باللّه أن يكون الأمر كذلك فإنّ هذا حرج في الدّين و مدخل لليأس على المسلمين لأنّ أمثال هذه الشوائب التابعة قطّ لا ينفكّ الإنسان عنها إلّا على الندور فيكون تأثير هذا في نقصان الثواب فأمّا أن يكون في إحباطه فلا، نعم الإنسان فيه على خطر عظيم لأنّه ربّما يظنّ أنّ الباعث الأقوى هو قصد التقرّب إلى اللّه و يكون الأغلب على سرّه الحظّ النفسي و ذلك ممّا يخفى غاية الخفاء فلا يحصل الأجر إلّا بالإخلاص و الإخلاص قلّما يستيقنه العبد من نفسه و إن بالغ في الاحتياط، فلذلك ينبغي أن يكون أبدا بعد كمال الاجتهاد متردّدا بين الردّ و القبول خائفا أن تكون في عباداته آفة يكون وبالها أكثر من ثوابها فلا يقاومها و هكذا كان الخائفون من ذوي البصائر، و هكذا ينبغي أن يكون كلّ ذي بصيرة، و مع هذا فلا ينبغي أن يترك العمل عند خوف الآفة و الرّياء فإنّ ذلك منتهى بغية الشيطان منه إذ المقصود أن يفوت الإخلاص، و مهما ترك العمل فقد ضيّع العمل و الإخلاص جميعا، و قد قيل: ترك العمل بسبب الخلق رئاء و فعله‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست