responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 137

كان تقويته لهذا بقدر تقويته للآخر فقد تقاوما و كان كالمستضرّ بالحرارة إذا تناول ما يضرّه ثمّ تناول من المبرّدات ما يقاوم قدر قوّته فيكون بعد تناولهما كأنّه لم يتناولهما و إن كان أحدهما غالبا لم يخل الغالب عن أثر فكما لا يضيع مثقال ذرّة من الطعام و الشراب و الأدوية و لا ينفكّ عن أثر في الجسد بحكم سنّة اللّه عزّ و جلّ فكذلك لا يضيع مثقال ذرّة من الخير و الشرّ و لا ينفكّ عن تأثير في إنارة القلب أو تسويده و في تقريبه من اللّه تعالى أو إبعاده فإذا جاء بما يقربه شبرا مع ما يبعده شبرا فقد عاد إلى ما كان لا له و لا عليه فإن كان الفعل ممّا يقربه شبرين و الآخر يبعده شبرا واحدا فضل له لا محالة شبر و قد قال عليه السّلام: «أتبع السيّئة الحسنة تمحها» [1] فإذا كان الرّياء المحض يمحوه الإخلاص المحض عقيبه فإذا اجتمعا جميعا فلا بدّ و أن يتدافعا بالضرورة و يشهد لهذا إجماع الامّة على أنّ من خرج حاجّا و معه تجارة صحّ حجّه و أثيب عليه و قد امتزج به حظّ من حظوظ النفس، نعم يمكن أن يقال إنّما يثاب على أعمال الحجّ عند انتهائه إلى مكّة و تجارته غير موقوفة عليه فهو خالص و إنّما المشترك طول المسافة و لا ثواب فيه مهما قصد التجارة و لكنّ الصواب أن يقال مهما كان الحجّ هو المحرّك الأصلي و كان غرض التجارة كالمعين و التابع فلا ينفكّ نفس السفر عن ثواب.

(1) أقول: بل الصواب أن يقال: أنّ التجارة تعرّض للرّزق و هو أيضا عبادة و ليس من حظوظ النفس و قد سبق أنّ نيّة الخيرات المتعدّدة موجبة لتضاعف الثواب.

قال أبو حامد: و ما أظنّ أنّ الغزاة لا يدركون في أنفسهم تفرقة بين غزو الكفّار في جهة يكثر فيها الغنائم و بين جهة لا غنيمة فيها، و يبعد أن يقال: إدراك هذه التفرقة يحبط بالكلّيّة ثواب جهادهم بل العدل أن يقال: إذا كان الباعث الأصليّ و المزعج القوي هو إعلاء كلمة اللّه و إنّما الرّغبة في الغنيمة على سبيل التبعيّة فلا يحبط به الثواب نعم لا يساوي ثوابه ثواب من لا يلتفت قلبه إلى الغنيمة أصلا فإنّ هذا الالتفات نقصان لا محالة، فإن قلت: فالآيات و الأخبار تدلّ على أنّ شوب الرّياء محبط للثواب و في‌


[1] قد تقدم غير مرة في رياضة النفس و في التوبة.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست