نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 136
ذكرناه مثال و الفطن
يغنيه القليل عن الكثير و البليد لا يغنيه التطويل أيضا فلا فائدة في التفصيل.
(بيان حكم العمل المشوب
و استحقاق الثواب به)
اعلم أنّ العمل إذا لم
يكن خالصا لوجه اللّه عزّ و جلّ بل امتزج به شوب من الرّياء أو حظوظ النفس فقد
اختلف الناس في أنّ ذلك هل يقتضي ثوابا أم يقتضي عقابا أم لا يقتضي شيئا أصلا فلا
يكون له و لا عليه، أمّا الّذي لم يرد به إلّا الرّياء فهو عليه قطعا و هو سبب
المقت و العقاب، و أمّا الخالص لوجه اللّه تعالى فهو سبب الثواب و إنّما النظر في
المشوب و ظاهر الأخبار يدلّ على أنّه لا ثواب له و ليس تخلو الأخبار عن تعارض فيه
و الّذي ينقدح لنا فيه و العلم عند اللّه أن ينظر إلى قدر قوّة الباعث فإن كان
الباعث الدّيني مساويا للباعث النفسي تقاوما و تساقطا و صار العمل لا له و لا عليه
و إن كان باعث الرّياء أقوى و أغلب فليس بنافع بل هو مع ذلك مضرّ و مفض للعقاب نعم
العقاب الّذي فيه أخفّ من عقاب العمل الّذي تجرّد للرّياء و لم يمتزج به شائبة
التقرّب و إن كان قصد التقرّب أغلب بالإضافة إلى الباعث الآخر فله ثواب بقدر ما
فضل من قوّة الباعث الدّيني و هذا لقوله تعالى:
«فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ»[1]
و لقوله: «إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ»[2] فلا ينبغي أن يضيّع قصد الخير بل إن
كان قصد التقرّب غالبا على قصد الرّياء حبط منه القدر الّذي يساويه و بقيت زيادة،
و إن كان مغلوبا سقط بسببه شيء من عقوبة القصد الفاسد و كشف الغطاء عن هذا أنّ
الأعمال تأثيرها في القلوب بتأكيد صفاتها فداعية الرّياء من المهلكات و إنّما غذاء
هذا المهلك و قوّته بالعمل على و فقه و داعية الخير من المنجيات و إنّما قوّتها
بالعمل على وفقها فإذا اجتمعت الصفتان في القلب فهما متضادّتان فإذا عمل على وفق
مقتضى الرّياء فقد قويت تلك الصفة و إن عمل على وفق داعية الخير قويت أيضا تلك
الصفة و أحدهما مهلك و الآخر منج فإن